رحلةٌ عبر الكون مع د. إيثان سيجل
لماذا لا تنهار المادة المظلمة تحت تأثير الجاذبية؟
هل تساءلت يومًا عن المادة المظلمة، تلك المادة الغامضة التي تشكل 27% من الكون؟ 🌌 يُمكننا رصد آثارها، لكن طبيعتها لا تزال لغزًا. لماذا لا تنهار هذه المادة تحت تأثير الجاذبية، رغم أنها كتلتها هائلة؟
هذا سؤالٌ مهمٌّ طرحهُ باري لويس من نيوزيلندا، و سنُحاول الإجابة عليه اليوم. 🤔
تُعدّ الجاذبية القوة الأساسية وراء انهيار سحب الغاز لتكوين النجوم، وحتى الثقوب السوداء. لكن المادة المظلمة مختلفة تمامًا، فهي تتصرف بطريقةٍ غريبةٍ و لا تُظهر أيّ تفاعلاتٍ كهرومغناطيسيةٍ معروفة.
أولًا، دعونا نفكّر في المادة التي نعرفها جيدًا: المادة العادية. تتكون هذه المادة من ذرات، لها قوة كهرومغناطيسية تحكم تفاعلاتها. هذه القوى مهمة جدًا في تكوين الهياكل الكونية المعقدة، من النجوم إلى المجرات.
ولكن، المادة المظلمة تختلف. 🤨 لأنها لا تتفاعل عبر القوى الكهرومغناطيسية، لا يمكنها تبادل الطاقة بالحرارة وإشعاعها مثل المادة العادية. وبذلك لا توجد آلية لتشتيت الجزيئات لتمنع التجمع.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ توسّع الكون يؤدي إلى تشتيت جسيمات المادة المظلمة، مُنتِجًا هالاتٍ ضخمةٍ منتشرة.
باختصار، الجاذبية هي القوة المُحركة، لكنّ التفاعلات الكهرومغناطيسية هي التي تُمكّن المادة العادية من الانهيار إلى هياكل معقدة. ونتيجةً لذلك، تبقى المادة المظلمة في هالاتٍ متسعةٍ، مُنتشرةٍ، غير قادرة على الانهيار تمامًا.
المصدر: رابط المقال الأصلي