
هل تعلم أن الفئران تُظهر سلوكًا مُذهلًا لمساعدة رفاقها؟ تُظهر دراسة جديدة أن الفئران “المشاهدة” تحاول إحياء رفاقها غير الواعين، مما يوحي بأنّ ميلنا الطبيعيّ للمساعدة في حالات الحاجة راسخ في تراثنا الثدييّ. 🔬
لاحظ الباحثون نشاطًا مُهمًا في جزء من الدماغ مسؤول عن الوظائف اللاإرادية، بالإضافة إلى زيادة الإشارات الهرمونية. هذا الأمر بدا حاسمًا في النشاط الشبيه بالإنعاش. 😲
ووجد باحثو علم الأعصاب بجامعة جنوب كاليفورنيا (USC) أن سلوك “الإسعاف الأولي” لدى الفئران يتضمن المزيد من العضّ مقارنةً بالنسخة البشرية، وأن تقنية لسع الفئران فعلاً كبرت ممرات التنفس لرفيقهم غير الواعي، مما سمح للمريض بالتعافي بشكل أسرع. 🐭
دراسة حديثة أخرى أظهرت ذلك أيضًا، وحددت دائرة عصبية تربط سحب اللسان بالإثارة السريعة لدى الفئران المُخدّرة. 🧠
لقد سُجّلت سلوكيات إنقاذ مماثلة منذ فترة طويلة في الثدييات ذات الدماغ الأكبر مثل الدلافين و الفيلة. ومن المعروف أن الفئران تُساعد بعضها البعض عندما تكون عالقة، لكن سلوكيات “الإسعافات الأولية” لم تُدرس بالتفصيل في الثدييات الأصغر من قبل. 🐘
لا يمكننا أن نجزم ما إذا كانت الفئران المُنقذة تنوي مساعدة الآخرين عن قصد، لكنّ استمرار الفئران في محاولة الإنقاذ على مدى خمسة أيام من التكرار يوحي بأنّ أحداث الإنعاش هذه ليست مجرد نتيجة جانبية للفضول. 🤔
كما وجد الباحثون أن الفئران كانت أكثر ميلاً لمحاولة إنعاش الفئران الأخرى مع رفاقها المألوفين أكثر من الفئران الغرباء. 🤝
يُخبرنا تحيّز المألوف أن الحيوان لا يستجيب بشكلٍ انعكاسيّ للمحفّزات التي يراها، بل يأخذ في الاعتبار جوانب الموقف وهوية الحيوان عند تشكيل استجابتهم، حسب عالم الأعصاب في جامعة توليدو. 🗣️
في سلسلة التجارب، عرض الباحثون فئرانًا مُحبوسةً مع رفاقٍ ميتين، أو فاقدي الوعي، أو ساكنين، بعضهم معروف لدى الفأر المُحتمل المُعتني بهم، وآخرون غرباء تمامًا. 🔬
في ٥٠% من جميع الحالات، سحب الفأر الواعي لسان رفاقهم غير المُستجيبين من أفواههم. وقد استطاعت هذه الفئران جميعها أن تتعافى وتبدأ في المشي مرة أخرى قبل أن تفعل ذلك أولئك الذين تركوا بمفردهم. 💪
يُشير عالم وظائف الأعصاب في جامعة جنوب كاليفورنيا إلى أن الفئران تبدأ بالشم، ثم بالتجميل، ثم بتفاعل مكثف أو جسديّ، لافتحة فم هذا الحيوان ويسحبون لسانه. 😮
في ٨٠٪ من الحالات، أزال المنقذ شيئًا وضعه العلماء في فم الفأر المُخدّر. ومع ذلك، تم تجاهل الأجسام الموضوعة في المستقيم أو الأعضاء التناسلية للفأر. ⛔
كما جرت محاولات إنعاش على الفئران الميتة، لكن ليس على تلك التي كانت نائمة فقط. 😴
في دراسة ثالثة، وجد الباحثون أن اللوزة الدماغية الوسطى تنشط عندما تعرض الفئران لزملاء غير متفاعلين. 🤯
كان هذا مختلفًا عن منطقة الدماغ التي لاحظها سون وزملاؤه بأنها تنشط عندما يتفاعل الفأر مع رفيق مضطرب، مما يوحي بأن سلوكيات “الإسعاف الأولي” متميزة. 🧐
كما حدد الباحثون زيادة في الأوكسيتوسين – هرمون الترابط الاجتماعي – في نواة تحت المهاد الجانبية للعناية. 🥰
من المعروف أن كلا هذين المنطقتين الدماغيتين لهما دور في سلوكيات العناية. 🫶
يخلص العلماء في تعليقهم حول الدراسات الجديدة، إلى أن هذه النتائج تُضاف إلى الأدلة التي تشير إلى أن الدافع لمساعدة الآخرين في حالات الضيق الشديد مشترك بين العديد من الأنواع. ❤️
نُشرت هذه الدراسة في مجلة علم.
المصدر: المصدر