اللامساواة الاقتصادية ضارة بالديمقراطية

اللامساواة الاقتصادية ضارة بالديمقراطية

تشير دراسة جديدة إلى أن عدم المساواة الاقتصادية يقوّض الديمقراطية 📉. فهل تَسْتطيع الديمقراطيات الغنية القديمة الصمود أمام هذا التحدي؟

نُشرت الدراسة في مجلة *PNAS* المرموقة، وأظهرت نتائجها أنّ عدم المساواة الاقتصادية من أهم العوامل التي تُسهم في تآكل الديمقراطيات، حتى في الدول الغنية والقديمة.

تقول سوزان ستوكس، مُؤلفة الدراسة وأستاذة العلوم السياسية بجامعة شيكاغو، إنّ فريق البحث سعى لفهم سبب تراجع الديمقراطيات في بداية القرن الحادي والعشرين، وتسلم بعض الزعماء للسلطة بالقوة 🤔. أشارت إلى أن العولمة وتحرير الأسواق من القيود ساهمت في زيادة عدم المساواة في الدخل.

لاحظ الباحثون أنّ القادة الذين أضعفوا ديموقراطيتهم اعتمدوا على استياء واستياء الجمهور من مؤسسات النخبة، واستغلوا ذلك لتحقيق أهدافهم الشخصية. ساعدتهم الظروف الاقتصادية غير المتكافئة على تحقيق ذلك 📈.

استخدم الباحثون بيانات من مشروع “أنماط الديمقراطية” (V-Dem) للعثور على حالات من التآكل الديمقراطي، مُستبعدين الحالات التقليدية لتقييد سلطات المؤسسات. لقد قارنوا بين مستويات تفاوت الدخل في البلدان التي شهدت تآكلًا ديمقراطيًا، وتلك التي لم تشهده 📊. ووجدوا ارتباطًا قويًا بين الاثنين.

وجد الباحثون أنّ زيادة الاستقطاب الحزبي هي سبب رئيسي للتراجع الديمقراطي. كلما ازداد الاستقطاب، ازداد ميل بعض الأفراد إلى تجاهل هجمات القادة على المؤسسات 🛡️.

تُشير ستوكس إلى أن قادة التراجع الديمقراطي يستغلون عدم المساواة الاقتصادية لتعميق الاستقطاب، مُشجعين على شعور الجمهور بالظلم والتهميش، فيحصلون على دعم جماهيري أكبر. ويلوم هؤلاء القادة فئات معينة (مثل الشركات أو المهاجرين) على عدم المساواة 💸.

كما استكشف الفريق ما إذا كان عمر الديمقراطية يؤثر على قدرتها على الصمود، فوجدوا أن الديمقراطيات القديمة ليست أقل عرضة للتراجع. ولم تكن درجة التأسيس مرتبطة ارتباطًا واضحًا بالانزلاق، لكن وجدوا تأثيرًا “لعدوى” التراجع الديمقراطي بين القادة في الدول المختلفة 🤝.

أخيرًا، تشير ستوكس إلى أن التراجع الديمقراطي ليس تحديًا يقتصر على بلد مُعين، بل هو ظاهرة أوسع نطاقًا في عصرنا الحاضر، وربما يرجع جزئيًا إلى العولمة والخصخصة والنيوليبرالية في التسعينيات.

تؤكد الدراسة أنّ تحسين المساواة في الدخل يمكن أن يسهم في تعزيز الديمقراطيات 🤝.