بكتيريا تقدم وليمةً غذائيةً لأقاربها بعد الموت!

هل تصدّق أن بعض سلالات البكتيريا تتفكك وتذيب جثثها بعد الموت، لتُهدي أقاربها وليمةً من العناصر الغذائية؟ 🔬 يُشكل هذا الاكتشاف ثورةً في فهمنا لعمليات إعادة التدوير في الطبيعة، وكيف تتفاعل الكائنات الحية حتى بعد رحيلها.
قام باحثون من جامعة دورهام بالمملكة المتحدة بدراسة مستعمرات البكتيريا، وخاصةً بكتيريا إيشيريشيا كولي، وأثبتوا أن هذه البكتيريا تنتج إنزيمًا يُسمى بروتياز لون. هذا الإنزيم يُفكك البروتينات إلى مكونات أبسط، مُقدّمًا وجبةً غنيةً بالمواد الغذائية لجميع البكتيريا المجاورة.

رغم أن دور بروتياز لون في تفكيك البروتينات معروف من قبل، إلا أن هذا البحث يُبرز مُهمّةً أساسيةً جديدةً: هذا الإنزيم لا يعمل فقط على إبقائها حيةً، بل يُساهم أيضًا في رفاهية مجتمع البكتيريا ككل. يعني هذا أن الموت ليس نهايةً، بل بدايةً لسلسلة جديدة من التفاعلات البيولوجية المُذهلة. 🤯
“يُبرز هذا الاكتشاف كيمياءً غير متوقعة ما بعد الوفاة، مُعيدًا تشكيل فهمنا لدورة إعادة تدوير المغذيات”، كما هو موضح في ورقة البحث المنشورة في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز.
اضغط هنا لقراءة البحث الكامل
أظهرت الدراسة أيضًا أن البكتيريا غير المُحتوية على بروتياز لون تستفيد من المكونات الغذائية المُنتجة. فهي مثال واضح على التكيف الاجتماعي والترابط في الطبيعة. 👏
يقول الكيميائي الحيوي مارتن كان من جامعة دورهام: “تستمر تلك العمليات بعد الموت، وقد تطورت للقيام بذلك. هذا إعادة نظر أساسية في كيفية نظرنا إلى موت الكائن الحي.”
قد يكون هذا الاكتشاف مفتاحًا لفهم المزيد من العمليات البيولوجية المُعقدة، وربما يُمكننا في المستقبل استغلال هذه العمليات البيولوجية في مجالات بيوتكنولوجية مفيدة.
«ولكن ما أثبته هذا البحث هو أن الموت ليس نهاية العمليات البيولوجية المبرمجة التي تحدث في الكائن الحي.»
المصدر: الموقع الأصلي للخبر