حقيقة حظر أبحاث “الوظيفة المكتسبة الخطيرة”

هل يُهدد هذا القانون العلمَ الفيروسي؟

هل تعلم أن بعض التشريعات الجديدة قد تُهدد جهودنا في فهم الفيروسات وتحسين صحتنا؟ يُقدّم هذا المقال نظرةً عميقةً على مشروع قانون يهدف إلى وقف بعض الأبحاث الفيروسية، مُسلّطًا الضوء على إمكانية تدمير هذا القانون للبحث العلمي القيّم. 🔬

من المخاوف المُقلقة التي تثيرها الدراسات العلمية فكرة أنَّ البحث، حتى المُستند إلى النوايا الحسنة، قد يُؤدّي إلى خلق نتائج مُدمّرة. فهل ساهم اكتشاف انشطار الذرة فقط في توليد الطاقة النووية، أم في المخاوف من الحروب النووية؟ وهل ساهمت التطورات الكيميائية الحيوية في علاج الأمراض فقط، أم في ابتكار أسلحة بيولوجية؟ فيروسات مُعدية، مناعة، كلٌّ منها علمٌ هامٌ لفهم مُكافحة الأمراض، لكنّ الخوف من خلق مرض قاتل يُشكّل رعبًا حقيقياً.

من المُهم جدًا أن تُنظم الأبحاث، تمامًا كما نُنظّم الأسلحة النووية أو المواد الكيميائية، لضمان سلامة البشرية. لكن من الضروري أن نُحدّد المخاطر الحقيقية بدقة وأن نُقِيم أيّ لوائح على أساس علمي متين، وليس الخوف غير المُنظم. لابدّ من حماية البحوث التي تحمي من الأمراض الطبيعية التي تصيب البشر.

يُثير مشروع القانون المُقترح، والذي يتضمن تجميد تمويل أبحاث مُحددة، مخاوف كبيرة من إعاقة التقدم العلمي في هذا المجال. لنتعرف معًا على الحقائق العلمية المُتعلقة بمسألة “اكتساب الوظيفة” في الفيروسات، ونتحدّث عن الآثار المحتملة لهذا القانون.

أُثيرت اتهاماتٌ تُشير إلى أن فيروس كوفيد-19 قد نشأ من خلال بحثٍ سريٍّ غير قانونيٍّ في معهد ووهان للفيروسات، يُهدف إلى زيادة القدرة على الانتشار. لكنّ هذه الفرضية مُناقضةً للعديد من الأدلة العلمية. يُعلّمنا جينوم الفيروس نفسه تاريخ نشوئه، فيُشير بوضوحٍ إلى أصوله الطبيعية. هل نجد تطابقًا وثيقًا مع سلالة أولية واحدة؟ أم نلاحظ مزيجًا من أجزاء الجينوم المشتركة بين العديد من الفيروسات المُتعلقة؟

يُعلّمنا تسلسل الجينات أنَّ الفيروسات الطبيعية لديها أصل من إعادة تركيب الفيروسات الموجودة في البرية، وهو ما لا يُطابق التسلسل الجيني لفيروس كوفيد-19.

هذا يدعم سيناريو الانتقال الطبيعي، بدلاً من الإنتاج المختبري، مُدعمًا بدراساتٍ علميةٍ أخرى.

يُشير هذا إلى أنَّ مشروع القانون يُمثّل محاولةً لتنظيم سيناريو مُتخيّل من الأضرار المحتملة، وليس حمايةً من أخطارٍ حقيقية.

التشريعات المُنظمة للبحث الفيروسي مُنفذةٌ بالفعل على المستويين الوطني والدولي من قِبَل الخبراء. أبحاث “اكتساب الوظيفة” في الفيروسات مُنظمةٌ عبر إطار علمي يُعرف باسم ePPP: التجارب التي تُعزز إمكانية مسببات الأوبئة الفيروسية. هذا القانون المُقترح، إذًا، لا يُضيف أمنًا، بل يُعوّق أبحاثًا مفيدةً.

من المُهم أن نُدرك أنَّ مُصطلح “اكتساب الوظيفة” واسعٌ للغاية، وقد يُسيء فهم أبحاث الفيروسات المُهمّة. اختبر ذلك بنفسك: اسأل شخصًا لديه رأيٌ حول تنظيم أبحاث “اكتساب الوظيفة” عن رأيه في “فقدان الوظيفة”. ستجد أنّ غالبية الاستجابات ستكون غامضة. إنَّ عدم فهم المصطلحات العلمية يُشير إلى انحيازٍ فكريٍّ يُمكن تجنبه من خلال طلب المعلومات.

الوظيفة في علم الأحياء هي أي عمل بيولوجي يقوم به الكائن الحيّ، مثل حركة الدم، أو الأكل، أو التمثيل الضوئي. تُحدّد البنية الكيميائية والهيكلية الطريقة التي يؤدي بها الكائن الحي تلك الوظيفة. هذا مُطبقٌ على الفيروسات أيضًا.

يمكن تقسيم البحوث المُتعلقة بالوظائف إلى: اكتساب الوظيفة (وظائف جديدة/تحسين القدرات)، وفقدان الوظيفة (فقدان وظائف موجودة/تقليل القدرات). مثالٌ على ذلك هو دراسة كيف يتطوّر الكائن الحيّ لمقاومة سمّ ما. فإذا نجح الكائن الحي في استقلاب السمّ، فهذا اكتساب وظيفة، وإذا نجح في إبعاد السمّ، فهذا فقدان وظيفة. كل هذا مُرتبطٌ بالبنية وبالوظيفة.

تشمل أبحاث اكتساب/فقدان الوظائف في الفيروسات دراسة كيفية تأثير طفرات البروتينات على الخصائص المُعدية لفيروس ما، بما في ذلك كيفية تفادي الفيروس للمناعة. هذه البحوث بالغة الأهمية لفهم الفيروسات ومنع انتشارها وتطوير اللقاحات.

لذلك، من الضروري عدم الخضوع للتحيز الفكري، والاهتمام بالبحث عن حقائق واضحة ومدعومة بدراسات علمية صحيحة، وأن نُدرك أن مشاريع القوانين المُضلّلة قد تُعوّق التقدم العلمي الحقيقي.