كانت الألغام الأرضية موجودة منذ آلاف السنين، لكن إزالتها كانت مهمة خطرة. حتى الحرب العالمية الثانية، كان اكتشافها شبه مستحيل. كانت الطريقة الشائعة هي ثقب الأرض بعصا حادة، وكانت الألغام مدفونة بعمق 15 سنتيمترًا. كان مجرد الخطو عليها يسبب انفجارها. كان خطر إزالة الألغام يُعادل خطورة المشي في حقل ألغام بدون سابق إنذار! 💣
خلال الحرب العالمية الثانية، تسببت الألغام الأرضية بمقتل 375,000 جندي! 😭 حسب شبكة تاريخ الحروب.
في عام 1941، قام الضابط البولندي يوزف كوساكى بتطوير أول كاشف فعال للألغام الأرضية المحمول. كان أسرع مرتين من الطرق السابقة، مما ساهم في إنقاذ أرواح كثيرة. 👨🔬
اقرأ المزيد عن يوزف كوساكى.
مهندس ورائد في اكتشاف الألغام
قبل اختراعه، كان كوساكى مهندسًا ماهرًا، قام بتطوير أدوات للكشف عن المتفجرات للقوات البولندية.🎓
حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة وارسو التقنية عام 1933، وتم تعيينه لاحقًا في المعهد الوطني للاتصالات. تم تكليفه بتطوير أداة للكشف عن القنابل والطلقات غير المنفجرة عام 1937، وهو ما نجح في تحقيقه، لكن لم تُستخدم هذه الأداة في الميدان. 🙁
بعد غزو ألمانيا لبولندا عام 1939، عاد كوساكى للخدمة، و عمل في وحدة اتصالات مهمة. لكن سرعان ما تم أسرهم ونقلهم إلى معسكر اعتقال في المجر. 😭 حاول الهرب إلى المملكة المتحدة، وانضم للجيش البولندي هناك. 🇱🇹
مأساة ودافع للإبداع
في عام 1940، تم دفن آلاف الألغام الأرضية على طول الساحل دون إخبار حلفاء بولندا، وأدى ذلك إلى مقتل أو إصابة جنود من الفرقة المدرعة البولندية العاشرة.
هذا الحادث شجع الجيش البريطاني على إطلاق مسابقة لاختراع كاشف للألغام الأرضية، وكان على المتسابقين اجتياز اختبار بسيط: اكتشاف عملات معدنية على شاطئ. 🪙
عمل كوساكى ومساعده بجد، وحققوا نجاحًا ملحوظًا بفضل تحسين كاشفهم، وتجاوزوا بسهولة جميع المُنافِسين. 🥇
كان تصميم الجهاز بسيطًا، مُكوّنًا من قطعة خشبية من الخيزران و لوحة خشبية بيضاوية الشكل مع ملفين إرسال واستقبال، حسبما أفادت إحدى المجلات العلمية البولندية. 🪵
و كان مزودًا ببطارية، مُذبذب تردد صوتي، ومُضخم، مما سمح له بتوليد إشارة صوتية عند اكتشاف لغم أرضي. 🔊
لم يحصل كوساكى على براءة اختراع، لكنه منح الجيش البريطاني حق استخدام اختراعه، حصل على شكر جلالة الملك جورج السادس. 👑
استُخدم كاشف كوساكى بنجاح في معركة العلمين الثانية في مصر، و ساعد على إزالة حقول الألغام التي زرعها الألمان.
وواصلت الكاشفات عملها حتى حرب الخليج الأولى عام 1991.
لم يُعترف بجهود كوساكى علنًا إلا بعد الحرب. بعد الحرب، عاد إلى بولندا وبدأ تدريس الهندسة الكهربائية في المعهد الوطني للأبحاث النووية، وأصبح أستاذًا في الأكاديمية العسكرية للتكنولوجيا في وارسو. وتوفي عام 1990.
مشكلة عالمية مستمرة
لا يزال كشف الألغام الأرضية مشكلة عالمية. يُصاب أو يُقتل شخص واحد بالألغام الأرضية كل ساعة تقريبًا، حسب تقديرات اليونيسف. 🌍💔
اقرأ المزيد عن مشكلة الألغام الأرضية.
60 دولة تعاني من تلوث الألغام الأرضية.
على الرغم من استمرار استخدام كاشفات الألغام المحمولة، إلا أن الطائرات بدون طيار تُعدّ وسيلة كشف أخرى. كما تُدرب جرذان في APOPO على كشف الألغام الأرضية. 🐭
المصدر: Spectrum