قد تكون البوصلات الشمسية في العصور الوسطى قد هُدّت البحارة الفايكنج.

صورة لأقراص الفيروفيليت

هل كان الفايكنج يستخدمون بوصلة شمسية في رحلاتهم البحرية؟ 🤔 دراسة حديثة تفتح الباب أمام احتمال مثير للاهتمام، بناءً على تحليل مجموعة من الأقراص الحجرية المتوسطة في أوكرانيا.

نشرت نتائج الدراسة في مجلة Sprawozdania Archeologiczne في ديسمبر 2024، حيث يزعم مؤلفوها أن بعض هذه الأقراص قد تكون بوصلة شمسية، يشبه شكلها آثارًا فايكنج أخرى في غرينلاند وبولندا.

تحديد الأقراص القرون الوسطى

تم العثور على هذه الأقراص في مواقع أثرية تعود للعصور الوسطى في أوكرانيا، وهي مصنوعة من الفيروفيليت، وهو معدن ناعم وسهل الشكل. ركز الباحثون على ثلاثة منها: اثنان من منطقة تشيرنيغوف (ليستفين وليوبيتش)، وواحد من كييف. يُرجّح أن تكون هذه الأقراص من إنتاج محلي في ورش عمل قريبة من مدينة أوروش.

في السابق، كانت التفسيرات السائدة لهذه الأقراص تتراوح بين الأدوات التّقويمية وأدوات حَـدّ الإبر، إلا أن هذه الدراسة الجديدة تُشير إلى أنها ربما كانت بوصلات شمسية.

وذلك بسبب تصميمها المتميز، حيث يحتوي قرصا كييف وليستفين على ثقب مركزي مثالي لوضع الجُنون (مُكون ساعة شمسية) لقياس خط العرض. بالإضافة إلى ذلك، تتميز الأقراص بثقوب متحدة المركز وخطوط شعاعية تشبه خصائص البوصلة الشمسية. 🌞

أوجه الشبه بين بوصلات الشمس الفايكنج

قارن الباحثون هذه الأقراص بأدوات ملاحة فايكنج أخرى، مثل الأقراص الخشبية من جرينلاند (1948) وفولين البولندية (2000). هذه الأقراص الخشبية لديها أيضًا عناصر تُشير إلى استخدامها كبوصلات شمسية، مثل ثقوب للعقرب وخطوط متقطعة على المحيط.

تشترك الأقراص في عدة خصائص، بما في ذلك وجود حلقات متحدة المركز في قرص فولين (منتصف القرن الحادي عشر)، في حين لا يحتوي قرص جرينلاند على هذه الحلقات، ما يُشير إلى تطور تقنية البوصلات الشمسية عند الفايكنج. الأحجام تقريبًا متشابهة أيضًا.

على الرغم من الحاجة إلى المزيد من التحقيقات، إلا أن الباحثين يُشيرون إلى احتمال نقل الفايكنج (الفارانجيون) الذين سافروا عبر أوكرانيا وروسيا المعاصرة للتقنيات إلى السكان المحليين. كان طريق التجارة الرئيسي يمرّ بالمدن الثلاث (كييف وليستفين وليوبيتش)، ما يزيد من احتمال انتشار تلك التكنولوجيا في المنطقة.

سحر قوة أحجار الشمس

تُشير الأدلة التاريخية إلى اعتماد الفايكنج على الشمس في الملاحة، باستخدام البوصلات الشمسية. و لكن، كيف كانوا يتعاملون مع الأيام المُغطاة بالغيوم؟

تُشير بعض الروايات القديمة إلى وجود “أحجار الشمس”، التي يمكنها تحديد الشمس المخفية في السماء المُغطاة بالغيوم. ويُرجّح أنها نوع من الفلاتر التي تحدد اتجاه الضوء المُستقطب المنبعث من الشمس.

على الرغم من عدم وجود دليل ملموس على وجودها، فإن الدراسات الحاسوبية لرحلات الفايكنج إلى جرينلاند تُشير إلى إمكانية استعمالها.

باختصار، لم تُفهم تمامًا أساليب الملاحة لدى الفايكنج، ولكن الأدلة تُشير إلى اعتمادهم على الشمس، وربما أحجار الشمس كأدوات ملاحة.


المصدر: Discover Magazine