هل نشعر بالقلق أم باليأس إزاء استخدام الذكاء الاصطناعي في الصراعات الدولية؟ يجب أن يكون تجنيد الذكاء الاصطناعي هذا واضحًا للجميع، سواء أكان قابلاً للمعارضة أم لا.
ولكن قلةً سترغب في مناقشة الحوكمة أو السياسات ما لم يكن هناك شيء عاجل حقًا – هذا هو حال الدماغ البشري – لذا دعونا نتحدث أولًا عن جداول زمنية لظهور الذكاء الاصطناعي الحقيقي.
يعتقد قادة مختبرات الذكاء الاصطناعي الرائدة أن نموذجًا “أذكى من حائز جائزة نوبل في العديد من المجالات” من المرجح أن يظهر بحلول عام 2026 أو 2027، وفقًا لداريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك. هذا يعني 12 إلى 36 شهرًا من الآن! 🚀
استطلاعات رأي عام 2024 على 2000 باحث في مجال الذكاء الاصطناعي أشارت إلى احتمال ظهور ذكاء اصطناعي على مستوى الإنسان في عام 2027 بنسبة 10% فقط! تحديث كبير مقارنة بالاستطلاعات السابقة. 🧐
هذا الذكاء الاصطناعي الأوسع نطاقًا (أو الهياكل الجديرة بجوائز نوبل) يختلف عن “الذكاء الفائق” – وكيل يقوم بأفعال أكثر ذكاءً من المؤسسات بأكملها، أو ربما البشرية جمعاء. 🤯
يُقدر موعد ظهور الذكاء الفائق بأربع إلى 15 سنة من الآن (2028 إلى 2039)، وفقًا لسام ألتمان من OpenAI. والفائز بجائزة نوبل ديميس هاسابيس، الرئيس التنفيذي لشركة جوجل ديبمايند، يعتقد أنهم سيحققون هذا الهدف خلال عقد من الزمن! ⏳
كل هذا قد يكون عرضًا ترويجيًا أو تفكيرًا جماعيًا. لكن احتمالية أتمتة الذكاء البشري المتطور – عبقرية في صاروخ أو محرك أقراص فلاش – أمر حقيقي ويستحق الاهتمام! 🚀
نماذج اللغات الكبيرة والذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر إذهالًا، وتتحسن بسرعة. مثال على ذلك Alphafold 3 الذي يمكنه توقع بنية وتفاعلات جميع جزيئات الحياة! وأصبح متاحًا مجانًا، وهو عمل أشرف عليه ديميس هاسابيس من DeepMind. و ChatGPT أيضًا أصبح متاحًا مجانًا. 😲
إذا أردنا أن يكون الذكاء الاصطناعي ديمقراطيًا، فإنه يتعين علينا أن نناضل من أجله، وفقًا لأومودي من أنثروبيك. يجب على الدول الديمقراطية أن تكون لها اليد العليا في صناعة هذا الذكاء، وذلك لتجنب السيطرة عليه من قبل الدول الاستبدادية أو لمنع انتهاكات حقوق الإنسان في الدول الاستبدادية. 🛡️
ليس من الواضح تمامًا ما الذي ينطوي عليه هذا، لكن يبدو وكأن الذكاء الاصطناعي مُستخدَم في خدمة الفوز بحرب باردة 2.0.
هل تُثير هذه النظرة حماسك؟ لا خيار لدينا، وفقًا لسام ألتمان. من سيُسيطر على مستقبل الذكاء الاصطناعي؟ يجب أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تتمتع حاليًا بتفوق في هذا المجال، لكن هذا التفوق ليس مضمونًا. الحكومات الاستبدادية في جميع أنحاء العالم مستعدة لإنفاق مبالغ طائلة للوصول إليها وللتفوق عليها. 🇺🇸
للحفاظ على الذكاء الاصطناعي ديمقراطيًا، يجب حمايته ودعمه وتنظيمه. اقترح ألتمان سياسات بسيطة: الاستثمار في الأمن السيبراني والبنية التحتية، بالإضافة إلى قواعد للاستثمار الدولي والصادرات. 💡
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن ميتا سمحت الآن لنماذجها بأن تُستخدم من قبل الجيش الأمريكي. وقد عدلت أوْبِن إيه آي سياستها في اتجاه مماثل. أما مايكروسوفت وأمازون وحتى أنثروبيك تعمل الآن مع وكالات الدفاع والاستخبارات الأمريكية. 🤝
أصدرت إدارة بايدن مذكرةً ملخصًا فيها هدفًا واضحًا هو “استغلال الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهداف الأمن القومي”. 🤔
السباق مع الصين قائم: على الرغم من أن الولايات المتحدة استفادت من انطلاقها في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن المنافسين يعملون بجد للوصول إليها، وربما يكرسون قريبًا موارد للبحث والتطوير لا يمكن لمطوري الذكاء الاصطناعي الأمريكيين مطابقتها بدون سياسات وإجراءات حكومية داعمة بشكل مناسب. 🇺🇸
الذكاء الاصطناعي يُستخدم بالفعل في ساحة المعارك. من سرب طائرات بدون طيار شبه ذاتية التحكم في حرب روسيا وأوكرانيا إلى استخدام جيش الدفاع الإسرائيلي لنظام استهداف بالذكاء الاصطناعي. 🤖
هل من السذاجة أن نتوقف لحظة للتفكير في عالم تتجمع فيه الدول المتعاونة أفضل مواهبها وتجمع مواردها بشكل متناسب لفهم الذكاء الاصطناعي القوي تدريجيًا؟ أين لا يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز رؤية عالمية، أو للفوز بالحرب؟ ألا نُلزَم بالأجيال القادمة، وبأنفسنا، أن نحاول إنشاء مسرّع جسيمات للذكاء الاصطناعي؟ 🤔
حتى لو كنتَ مخالفًا، فإنّ “التوطين الوطني” للذكاء الاصطناعي هو حدثٌ سريع التطور يستحقّ مزيدًا من الاهتمام.
المصدر: المقال الأصلي