مخاطر إهمال علم الأوبئة
هل تتذكر آخر تفشي لفيروسٍ غامض؟ هل فكرت في العلماء المُجتهدين الذين واجهوا تحدياتٍ عالمية، وقاتلوا المرض حتى إنقاذ العالم من وباء؟
في عالمٍ مُتسارعٍ، غالباً ما ننسى دور علم الأوبئة في حماية صحتنا. هذا العلم المُذهل، الذي يدرس كيفية انتشار الأمراض، يُعتبر سلاحاً قيّماً ضد الأوبئة المُحتملة. لأن النجاح يُراكم، دون ضجيجٍ أو إعلامٍ كبير، فإنه “مُخفي” عن كثير منا، ما يُضعف استعدادنا للمستقبل.
قصة كارلو أورباني: درسٌ مُهمّ
في عام 2003، واجه الطبيب كارلو أورباني في فيتنام حالةً غامضة. أصيب رجل أعمال أمريكي بمرضٍ مُفاجئٍ بعد رحلةٍ سريعة إلى هونغ كونغ. 🩺 أثار هذا الخبير في علم الأوبئة قلقاً كبيراً عندما أشار إلى إمكانية مرضٍ جديدٍ وشديد العدوى. كان هذا تحذيرًا حاسمًا، فقد حفز منظمة الصحة العالمية على التحرك، مما ساعد في كبح انتشار فيروس سارس.
دورة الهلع والإهمال
تُشير الأبحاث إلى أن علم الأوبئة يُواجه دورةً مُستمرةً من الهلع والإهمال. 📉 بعد تفشيٍ، يتزايد الاهتمام والتمويل، ثمّ ينخفضان مع تراجع حدة الأزمة. هل تكرر نفس القصة مع كل وباء؟
في الحقيقة، يُمثل علم الأوبئة “ابن عمّ الطب الهادئ”. نجاحه لا يُُبهج الأضواء. لا نرى المظاهرات أو التغطية الإعلامية الدائمة، لكنه يُحقق تقدماً صامتاً، يُنقذنا من مآسيٍ مُحتملة.
الاستعداد للمستقبل
هل يمكننا كسر هذه الدورة؟ 🔄 ربما لا يُمكننا التنبؤ بالفيروسات المُقبلة، لكنّ الاستعدادات القوية، والعمل المنهجي في علم الأوبئة، يُساعدنا على التحضير بشكلٍ أفضل للأزمات المُحتملة.
يحتاجُ الأمر إلى تغييرٍ في عاداتنا. 🌱 هل نُقدّر استعداداتنا اليومية (مثل تناول الطعام الصحي، والالتزام بالتمارين) أكثر من التفكير في الاستعدادات الطويلة الأمد؟
تواصلٌ مُستمرّ
يُعدُّ التواصل الدقيق عن هذا العلم حيوياً. 📢 يجبُ على وسائل الإعلام والمسؤولين تغطية علم الأوبئة باهتمامٍ مستمرٍ. لا يجب أن يُنظر إلى التقدم في هذا العلم على أنه “مُخيف”، بل كجزءٍ أساسي من حياةٍ صحية مُستدامة.
إرثٌ لا يُمحى
قصة كارلو أورباني، وكثيرٌ من القصص المُشابهة، تُظهر شجاعة العلماء في علم الأوبئة، وتُحذرنا من أهمية استمرار دعم هذا العلم. 🎗️
المصدر: https://bigthink.com/health/the-dangers-of-keeping-epidemiology-the-hidden-science/