
هل تيك توك تُفسد دماغك؟ 🤔 هل مشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة تؤثر على بنية دماغك؟ تُثير دراسةٌ صينيةٌ جديدة هذا السؤال، ولكن هل هي حقيقة أم مجرد إثارة؟
نتائج الدراسة المثيرة للجدل
قام فريق من علماء الأعصاب في جامعة تيانجين العادية في الصين بفحص أدمغة أكثر من 100 طالب جامعي. طلبوا منهم ملء استبيان حول عاداتهم في مشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة على الإنترنت، بما في ذلك عبارات مثل: “ستشعر حياتي بالفراغ بدون مقاطع الفيديو القصيرة” و”عدم القدرة على مشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة سيكون مؤلماً مثل فقدان صديق”.
ولكن ماذا وجدوا؟ وجد الباحثون أن أولئك الذين شعروا بأكبر ارتباط بمقاطع الفيديو القصيرة لديهم اختلافات في بنية أدمغتهم. كان لديهم المزيد من المادة الرمادية في قشرة الفص الجبهي المداري (OFC) – وهي منطقة تُشارك في صنع القرار والتنظيم العاطفي – والمخيخ، وهو هيكل صغير يلعب دوراً في الحركة والعواطف. 🧠
يُعتقد أن هذه الزيادة في المادة الرمادية قد تُشير إلى “زيادة الحساسية للمكافآت والمنبهات المرتبطة بمحتوى الفيديو القصير”. هل تعني هذه النتائج أن مشاهدة تيك توك بكثرة قد تؤدي إلى تغييرات دائمة في الدماغ؟ 🤔
اقترح الباحثون أن زيادة حجم المخيخ قد تُمكّن الدماغ من معالجة محتوى الفيديو القصير بكفاءة أكبر، مما يخلق دورة مُعززة لِمشاهدة المزيد والمزيد من الفيديوهات. 🔄

قام الفريق أيضًا بتتبع نشاط دماغ المشاركين أثناء استراحتهم مع إغلاق أعينهم، واكتشف المزيد من التزامن في النشاط داخل مناطق متعددة من الدماغ، بما في ذلك القشرة الجبهية الأمامية جانبية الظهر، والقشرة الحزامية الخلفية، والنواة المتوسطة، والمخيخ. هل تشير هذه الاكتشافات إلى وجود صلة بين إدمان مقاطع الفيديو القصيرة ومجموعة من المشكلات النفسية؟ 🤔
أجريت دراسات أخرى سابقة، مثل دراسة عن “هل تُجْعَلُنا جوجل أغبياء؟” 🤨، حيث وجدت دراسات أخرى نتائج مشابهة.
لكن هل نستطيع أن نُلقي بِاللوم على تيك توك فعلاً؟
هل هي دراسة جيدة؟
من المهم النظر إلى قيود هذه الدراسة. لم تقم الدراسة بقياس التغيرات المُحتملة قبل وبعد مشاهدة تيك توك. وهذا يضعف من قوة استنتاجات الدراسة بشكل كبير، ولم تُقارن البيانات بشكل دقيق. بمعنى آخر، لا يوجد دليل كافٍ على أن مشاهدة تيك توك تسببت في التغييرات الدماغية المُلاحظَة. 🧐
كما أن الدراسة تعتمد على مقياس استبياني لقياس “إدمان الفيديو”، وهذا قد لا يعكس الحقيقة بشكل كامل. إدمان الفيديوهات القصيرة ليس اضطرابًا سريريًا مُعترفًا به. أيضًا، الارتباطات المُلاحظَة بين إدمان الفيديو والاختلافات الدماغية ربما تكون عَرَضية فقط.
يقول البروفيسور بيتر إتشيلز، خبير في التأثيرات النفسية للتكنولوجيا الرقمية في جامعة باث سبا: “بقدر علمي، لا يوجد أي علم جيد يدعم فكرة أن مقاطع الفيديو القصيرة سيئة بشكل خاص أو فريد من نوعه فيما يتعلق بتأثيراتها على الدماغ.”

في النهاية، يجب علينا أن نُنظر إلى هذه الدراسة ضمن سياق تاريخي أوسع، حيث أثارت التقنيات ووسائل الإعلام الجديدة باستمرار ادعاءات عصبية مُبالغ فيها. وليس من المعقول الحكم على هذه الدراسة دون تحليل دقيق لعلميتها.
المصدر: رابط المصدر