هل تعلم أن كونك ذكرًا قويًا وعظيمًا في مجتمع البابون، قد يكون مُرهقًا للغاية؟ 🙁
تشير الدراسات إلى أن ذكور البابون في أعلى مراتبهم الاجتماعية، هم الأكثر عرضةً للتوتر، وذلك وفقًا لمستويات الكورتيكوستيرويدات المرتفعة لديهم. هذه الهرمونات هي المسؤولة عن ردود أفعال “الهروب أو القتال”.
ولكن، ما الذي يُسبب هذا الإجهاد؟ 🤔 يُفاجئنا البحث الجديد! ليس القتال مع الذكور الآخرين هو السبب الرئيسي. بل، الجهد الذي يُبذلونه مع الإناث هو المُسبب الرئيسي!
وفقًا لدراسة جديدة أجرتها الباحثة سوزان ألبرتس من جامعة ديوك، بالتعاون مع كاثرين ماركهام من جامعة ستوني بروك، ولورانس جيسكير من جامعة ديوك، على البابونات البرية في كينيا، يُظهر أن الذكور الألفا يُرهقهم اهتمامهم بالإناث.
مثلما نجد العديد من مصادر التوتر في حياتنا المهنية كالمواعيد النهائية، والضغط، وسياسات العمل، فكذلك ذكور البابون الألفا يُواجهون ضغوطًا لا تقل أهمية. يُشكل التنافس على الإناث والمحافظة على مكانتهم مصدرًا أساسيًا للتوتر.
للحفاظ على مرتبتهم، يتوجب على الذكور الألفا حماية حقوقهم في التزاوج، ومراقبة الإناث عن كثب خلال فترات خصوبتهن، مُجبرين على مُلاحقتهن لعدة أيام. 😫
منذ عام 1971، قام باحثون بمتابعة البابونات البرية في جنوب كينيا يوميًا، وسجلوا سلوكياتهم وتفاعلاتهم الاجتماعية. هذا المشروع البحثي يسمى مشروع بحث البابون في أمبوسيلي.
في عام 2011، كشف الباحثون عن ارتفاع ملحوظ في مستوى الكورتيكوستيرويدات لدى الذكور الألفا مقارنةً بالذكور غير القادة، مؤكِّدين ضرورة البحث عن مصادر هذا الإجهاد.
في الدراسة الجديدة، جمع الباحثون بيانات عن سلوك 204 ذكور بابون على مدى 14 عامًا، مع قياس مستويات هرمونات الإجهاد من برازهم. النتيجة؟ تُظهِر النتائج ارتفاعًا بنسبة 6% في مستويات الكورتيكوستيرويدات لدى الذكور الألفا.
لكن المفاجأة الكبرى! وجد الباحثون أن الذكور الألفا لديهم مستويات أقل من هرمون الغدة الدرقية T3، مما يُشير إلى حرقهم لكميات أكبر من السعرات الحرارية مقارنةً بما يأكلونه. 🔥
يُوضح جيسكير: “أن تكون ذكرًا ألفا له عواقب كبيرة على طاقتك!”
لم يكن الوقت الذي يقضونه في القتال هو المُسبب، بل اهتمامهم المُفرط بالإناث. 🤔 ربطت نتائج الدراسة بشكل مباشر بين هرمونات الإجهاد وهرمونات الغدة الدرقية، بمُدّة وقت احتكارهم للإناث الخصبة.
يُعلق ألبرت: “إنهم يُعلنون ملكيتهم للإناث بشكل مُكثف، ويحاولون منع الذكور الآخرين من الاقتراب. يُشتت هذا الاهتمام وقتهم وطاقتهم، مما يجعل من الصعب البحث عن الطعام.”
يُؤكد ألبرتس أن هذا الإجهاد المُستمر قد يُؤثّر على صحتهم على المدى الطويل. الدراسات السابقة على البابون في أمبوسلي أظهرت أن الذكور الألفا يتقدمون في السن بشكل أسرع ويُعانون من أعمار أقصر من الذكور ذوي الوضع الاجتماعي الأدنى.
بالطبع، الهياكل الهرمية في مجتمعات البشر أكثر تعقيدًا، لكن هذه الدراسة تُسلط الضوء على العلاقة المُذهلة بين السلوك الاجتماعي والضغوط.
تمّ تمويل هذا البحث من مؤسسة العلوم الوطنية والمعاهد الوطنية للصحة.
يمكنك قراءة البحث الكامل في مجلة الإجراءات الخاصة بالجمعية الملكية B.
المصدر: جامعة ديوك
المصدر الرئيسي: المصدر