هل تخيلت يومًا أن بشرتك تمتلك جيشًا مناعيًّا مُخفيًا؟ بلا شك، تُظهر لك الكدمات والخدوش، والقيح، بعضًا من العمليات الداخلية المُشغولة في جسمك. ولكن عندما يتعلق الأمر بالعدوى، تبدو بشرتك كحاجزٍ صلبٍ، ولكنّ أبحاثًا جديدة تُظهر وجود نظام مناعيّ مُذهل في الجلد نفسه.
تُشير دراستان جديدتان في مجلة Nature، إلى أنّ الجلد يملك نظامًا مناعيًا قادرًا على إنتاج أجسام مضادة لمحاربة الميكروبات والسموم. 💡 وهذا الاكتشاف مفاجئ للباحثين، لأنّهم كانوا يعتقدون أنّ هذه الاستجابة المناعية تحدث فقط عندما تُهاجم العدوى الجسم.
يقول البروفيسور مايكل فيشباخ والدكتورة دجنت بوسباين، من جامعة ستانفورد: “لقد كان الأمر مثيرًا للغاية! كنا نعلم أنّ ميكروبات الجلد تُحفّز أذرع جهاز المناعة، لكننا لم نكن نتوقع أن تُحفّز أيضًا إنتاج أجسام مضادة! هذا الاكتشاف سيمكننا من تطوير لقاحات موضعية فعالة ضد أمراض مثل التيتانوس.” 🗣️
وخبرٌ رائعٌ لجميع من يعانون من رهاب الإبر! 💉 اللقاحات المستقبلية قد تُسلم مباشرةً إلى الجلد، مما يزيل حاجة الحقن.
يُشير الباحثون إلى أن استراتيجيتهم مختلفة عن الطرق السابقة، لأنها تستفيد من علاقة تطور مشتركة بين ميكروبات الجلد ونظام المناعة.
نظام دفاع مُذهل: هذه النتائج مبنية على أبحاث سابقة، حيث أظهرت أن جلد الفئران قادر على إنتاج خلايا مناعية تُعرف بخلايا تي استجابةً للبكتيريا. في إحدى التجارب، تم إدخال بكتيريا *Staphylococcus epidermidis* إلى جلد الفئران، ونشأت خلايا تي مناعة تجاهها. وقد كانت الاستجابة أقوى مما كان مُتوقعًا.
الاستجابة المناعية في هذه التجارب امتدت لأكثر من 200 يوم، مما يعني مناعةً طويلة الأمد. 😮 وهذا يشبه تمامًا ما يحدث في مجرى الدم عندما نمرض أو نتلقى لقاحًا.
تطوير لقاحات جديدة: بفضل هذا الاكتشاف، يمكن تطوير نوع جديد من اللقاحات. يمكن تعديل بكتيريا *S. epidermidis* وراثيًا لتشبه البروتينات الغريبة التي يرغب الجسم في محاربتها، مما يسمح لتدريب الجيش المناعي على مواجهة هذه التهديدات.
هذا الأسلوب الجديد قد يُعد اختراقًا في تطوير لقاحات تُنتج أجسامًا مضادة في المناطق المخاطية الرئيسية، مثل داخل الأنف والفم. يمكن تطبيق هذه اللقاحات في شكل كريمات على الجلد، مما يُتيح للجسم فرصة تدريب نفسه لمواجهة الممرضات في المناطق التي تصلها أولاً.
مستقبل واعد: يعمل الباحثون على تطوير لقاح للقردة غير البشرية، ويأملون بدء التجارب السريرية في عام 2028. 🎉
نبذة عن الباحثين
مايكل فيشباخ: أستاذ في جامعة ستانفورد، ومدير مبادرة علاجات الميكروبيوم في ستانفورد. أبحاثه مُنشورة في مجلات علمية مرموقة.
دجنت بوسباين: باحثة ما بعد الدكتوراه في الهندسة الحيوية في جامعة ستانفورد. أبحاثها مُنشورة في مجلات علمية مرموقة.
المصدر: Science Focus