ازدهرت البشر البدائيون في غابات الأمطار الاستوائية في أفريقيا قبل 150,000 عام.

صورة لصورة موقع أثرى

في أواخر الثمانينيات، اكتشف علماء آثار سوفييت وأفارقة غربيون موقعاً مهماً في غابات أفريقيا الاستوائية.

كان الاكتشاف بمثابة ثورة محتملة في فهمنا لتاريخ التطور البشري. أظهرت القطع الأثرية المدفونة تحت طبقات من الرواسب أن بعض البشر البدائيين قد ازدهروا في هذه الغابات المطيرة قبل 150,000 عام. وهذا مفاجئ، لأنه كان يُعتقد في السابق أن البشر تطوروا بشكل رئيسي في السافانا. ولم ينتبه المجتمع العلمي الدولي إلى هذا الاكتشاف الرائع في ذلك الوقت بسبب عدة عوامل، أهمها النشر باللغة الروسية، وقلة الاهتمام بأفريقيا الغربية كمركز رئيسي لدراسة التطور البشري، ونقص الأدوات التكنولوجية لتحديد تواريخ الأدوات والحفريات بدقة.

بعد أكثر من 30 عامًا، عادت دراسة جديدة!

بقيادة أحد أعضاء الفريق الأصلي، أثبتت الدراسة الحديثة أن البشر عاشوا في هذه الغابات المطيرة منذ حوالي 150,000 عام. تم نشر هذا الاكتشاف المذهل في مجلة Nature، مما يزيد من طول فترة احتلال البشر للغابات المطيرة تقريبًا عشرة أضعاف. وهذا الاكتشاف يمثل أيضاً أكثر من ضعف أقدم موطن بشري معروف في الغابات المطيرة عالمياً، والذي تم العثور عليه في جنوب شرق آسيا! 😲

موائل متعددة للبشر المبكرين

هذا الاكتشاف يضعف فكرة أن البشر تطوّروا في موطنٍ واحد فقط. بدلاً من ذلك، يُظهر أنهم كانوا يتطورون في موائل متعددة ومتنوعة في نفس الوقت. تقول إيلينور سكري، أستاذة في معهد ماكس بلانك للجيوانثروبولوجيا ومؤلفة الدراسة: “معرفة أن مجموعات من الصيادين-الجامعين كانوا يعيشون في موائل ونظم بيئية مختلفة جذريًا في هذا العصر البعيد، تُخبرنا أن تنوع النظم البيئية يكمن في جوهر جنسنا البشري، وأن هذه القدرة ربما أثرت على أنماط الاتصال وتبادل الجينات بين مختلف مجموعات الناس”. 🎉

موقع أنيامة: مختبر طبيعي

كان موقع أنيامة مختبراً مثالياً لدراسة التطور البشري، وذلك بفضل عاملين رئيسيين. أولا، كانت المنطقة دائماً غابة مطيرة، وهو ما يُوفر لنا فهم أفضل لكيفية تكيّف البشر مع هذا النوع من البيئات. ثانياً، توفّر طبقات التربة المختلفة في الموقع أدلة على كيفية عيش البشر عبر الزمن. لقد كان من المساعدة أيضاً أن هناك الكثير من الأعمال الأثرية السابقة في الموقع، ما سهل على الباحثين الاستفادة من نتائج أبحاث سابقة وواصلوا عمل سلفهم. 💪

يقول سيري: “كان الخندق الأصلي واضحاً بسهولة بمجرد أن قادنا إليه البروفيسور غيديه. ومع ذلك، كانت حفرياتهم وأعمالهم الرسوبية جيدة للغاية، بحيث يشعر عملنا وكأنه امتداد لعملهم، فصل أخير، إذا صح التعبير.”

يُذكر أنه عندما وصلت فرق البحث إلى الموقع، واجهت تحديات بسبب جائحة كوفيد-19، والتي أجبرت فرق البحث على الإخلاء. بالرغم من ذلك، تمكن الفريق من جمع أكبر قدر ممكن من العينات ووضع خطة سريعة للخروج، قبل أن يتم تدمير الموقع. 😓

المصادر:

Nature

كيف تكيف البشر البدائيون مع مناخات الصحراء القاسية قبل مليون عام

نوعان مختلفان من البشر الأوائل قد سارا على ضفاف البحيرة نفسها قبل 1.5 مليون عام


مصدر المقال الأصلي: discovermagazine.com