هل البطاريق مخلصة حقًا؟ رحلة اكتشاف مثيرة!
لا يُعدّ البطريق نموذجًا مثاليًا للحُب الأبدي كما قد نتصوره أحيانًا. في دراسة مثيرة للاهتمام أجراها باحثون أستراليون، وجدوا أن معدل “الطلاق” بين البطاريق الصغار (Eudyptula minor) أعلى بكثير من معدل الطلاق بين البشر! 🤔
رغم أن العديد من أنواع البطاريق تُعتبر أحادية الزواج اجتماعيًا، إلا أن فكرة ارتباطهم مدى الحياة دون اهتمامات أخرى هي مُغالطة شائعة. لاحظ العلماء أن البطريق الصغير في جزيرة فيليب غالبًا ما يعود لنفس الشريك من عام لآخر، لكن هذا لا يعني الارتباط مدى الحياة. 💔
أظهرت الدراسة أن معدلات الطلاق بين البطاريق الصغار يمكن أن تصل أحيانًا إلى 50% ! 😱 خلال 12 موسمًا للتكاثر، لاحظ العلماء في جامعة موناش ما يقرب من 250 حالة “طلاق” بين مجموعة تضم ما يقرب من ألف بطريق! هذا يعادل تقريبًا 21 انفصالًا سنويًا بين عامي 2000 و 2013.
مقارنةً بذلك، فإن معدلات الطلاق السنوية بين البشر في الولايات المتحدة أقل بكثير، تقدر بحوالي 2.4 زواجًا لكل ألف. الفرق واضح! يُظهر هذا مدى تعقيد العلاقات الاجتماعية حتى بين الكائنات الحية. 🌍
تُعد هذه الدراسة مثيرة للاهتمام، لا سيما وأن المستعمرة الضخمة في جزيرة فيليب تضم أكثر من 37,000 بطريق صغير. يوضح الباحثون أن عينة الدراسة مُمثلة بشكل جيد لسلوك هذه الأنواع. 🔬
تمّ حساب طلاق البطريق عندما ظهر بطريق مُرصود من موسم التكاثر السابق مع شريك جديد. مثلنا، غالبًا ما يُؤثر النسل على قرار البطاريق بالبقاء أو الرحيل. 👪
“في الأوقات الجيدة، فهم ملتزمون بشركائهم، لكن قد تحدث بعض التجاوزات الجانبية. ولكن بعد موسم تكاثر ضعيف، قد يحاولون إيجاد شريك جديد لتحسين نجاحهم في التكاثر.” يُوضّح عالم الأحياء البيئي ريتشارد رينا الذي درس المستعمرة لمدة 20 عامًا.
لست مخلصًا! وليس البطريق هو النوع الوحيد الذي يدحض تصوراتنا عن “الحب” غير المشروط في الطبيعة. 🥰
رغم أن معظم أنواع البطاريق تتزاوج مع نفس الشريك في موسم التكاثر، إلا أن هذه الروابط لا تدوم مدى الحياة دائمًا. على سبيل المثال، تُظهر البطاريق الإمبراطورية وبطاريق أديلي “أنشطة إضافية” حتى عندما تكون متزوجة، مما يُشير إلى أنها ليست أحادية الزوجة جنسياً. 🐧
تشير دراسات أخرى إلى أن معدلات تعدد الزوجات الاجتماعية في أنواع أخرى من البطاريق أعلى بكثير، قد تصل إلى 90% ! 😲
الولاء أمرٌ متقلب، يتغير من نوع لآخر، ومن عام لآخر، ومن منطقة لأخرى. تغير المناخ جعل البطاريق الصغار في جزيرة فيليب تتكاثر مبكرًا، مما سمح بوقتٍ أطول للخيانة الزوجية. “يُسرعون في التكاثر، ويقولون: ‘سأجرب مرة أخرى!’ ويمكنهم امتلاك أربعة إلى خمسة شركاء في ليلة واحدة!”، يقول عالم البحار في جامعة موناش أندري تشياراديا.
تشير دراسة حديثة إلى أن معدل الطلاق بين البطاريق الصغار هو العامل الأكثر ثباتًا في التنبؤ بنجاح استنساخ المستعمرة. إذا ظل معدل الطلاق منخفضًا (حوالي 18%)، فمن المرجح أن يكون موسم التكاثر ناجحًا.
الطلاق ليس دائمًا سيئًا. في بعض الأحيان، يصبح الانفصال ضروريًا، خاصةً بعد موسم تكاثر فاشل. يُلاحظ أن البطاريق التي تطيل علاقة الزوجية على مدار مواسم متعددة تشهد زيادة في نجاح التكاثر مع مرور الوقت.
قد يكون الطلاق تكتيكًا تكيفيًا لزيادة النجاح التناسلي على المدى الطويل، خاصةً عندما يكون النجاح التناسلي السابق منخفضًا. الكلّ يتعلق بتقييم المخاطر قصيرة الأجل مقابل المنافع طويلة الأجل. تشير نتائج الدراسة إلى أهمية مراعاة الديناميات الاجتماعية عند التخطيط للحفاظ على الحيوانات. 🐦
تم نشر هذه الدراسة في مجلة علم البيئة والتطور.
المصدر: المصدر