الحمض النووي القديم يكشف عن حلقة مفقودة في قصة أصل اللغات الهندو-أوروبية

الحمض النووي القديم يكشف عن حلقة مفقودة في قصة أصل اللغات الهندو-أوروبية

هل تساءلت يومًا عن أصول لغاتنا؟ 🚀 تحليلات الحمض النووي القديم تُكشف عن أسرار رائعة! في اكتشافٍ جديد، يُلقي رون بينهاسي وفريقه الضوء على جذور لغاتٍ هندو-أوروبيةٍ، مُكمّلين الصورة التي حيرت العلماء لقرون. تُنشر نتائج الدراسة الرائدة في مجلة Nature.

ما هي اللغات الهندو-أوروبية؟ 🤔

تُعدّ اللغات الهندو-أوروبية عائلةً ضخمةً من اللغات، يتحدث بها أكثر من نصف سكان العالم! تشمل هذه العائلة اللغات الجرمانية (مثل الإنجليزية والألمانية)، والرومانسية (مثل الفرنسية والإسبانية)، والسلافية (مثل الروسية والبولندية)، والهندية الإيرانية (مثل الهندية والفارسية)، والسيلتية (مثل الإيرلندية والاسكتلندية). من المثير للاهتمام معرفة كيف انتشرت هذه اللغات عبر القارات!

تُقدم هذه الدراسة الجديدة حلقةً مفقودةً هامةً في فهمنا لهذه اللغات العريقة.

كيف جمع الحمض النووي القديم الأجزاء معًا؟ 🧩

تركز دراسة اللغات الهندو-أوروبية غالبًا على “السلالة السهلبية”، وهي منطقة السهوب البونتية الكاسبية، الواقعة شمال البحر الأسود والبحر الكاسبي. بفضل الحمض النووي القديم، نعلم أن سكان هذه المنطقة، المعروفة باسم ثقافة يامنا، بدؤوا هجرةً كبيرةً عبر السهوب حوالي 3100 قبل الميلاد.

يُعتبر هذا التوسّع عبر أوروبا وآسيا الوسطى من أهم الأحداث الديموغرافية في التاريخ، حيث أثر على التركيبة الجينية للسكان الحاليين.

عبر الهجرة، اختلطت مجموعات الصيادين-الجامعين والمزارعين الأوائل، وتبادلوا الجينات، ولغاتهم. قبل هذه الدراسة، كانت هناك لغة واحدة فقط من اللغات الهندو-أوروبية لم يُثبت مشاركتها في أصل السهوب، وهي اللغة الأناضولية، التي يتحدث بها الحثيين.

باستخدام تحليلات الحمض النووي القديم لأكثر من 435 فردًا، أثبت بينهاسي وفريقه أن أصول الحثيين اللغوية تأتي من مجموعةٍ أخرى، وهي سكان القوقاز السفلي (CLV). يُعدّ هذا الاكتشاف حلقةً مفقودةً هامةً في قصة أصل اللغات الهندو-أوروبية، و نقطةً تحوّل في رحلة إعادة بناء أصول الأوربيين القدماء و الطرق التي انتشروا بها!

يُذكر أن 80% من سكان يامنا، المرتبطين بتوزيع اللغات الهندو-أوروبية والتركيبة الجينية للإنسانية المعاصرة، هم من نسل سكان القوقاز السفلي (CLV). هذا الاكتشاف يمثل نقطةً تحوّل في فهمنا لأصولنا.