الهرم الأكبر: تاريخ، بناء، و أسرار

Language: AR

تاريخ الهرم الأكبر 🇪🇬

بُني الهرم الأكبر كقبر لفرعون الأسرة الرابعة المصرية خوفو، واستغرق بناؤه ما يقارب عشرين عامًا. يُعتقد أن الوزير حم إيونو كان المهندس المعماري المسؤول عن هذا العمل المذهل. كان ارتفاع الهرم الأصلي 146.5 مترًا، لكنّ التعرية الطبيعية قلّصت ارتفاعه إلى 138.8 مترًا اليوم. بلغ طول كل جانب من جوانب قاعدته 230.4 مترًا. تُقدّر كتلة الهرم بخمسة ملايين وتسعمائة ألف طن، وحجمه بحوالي 2.5 مليون متر مكعب. هذا يعني أن بناء الهرم في عشرين عامًا تطلب نقل وتجميع ما يقارب 800 طن من الحجارة يوميًا! مذهل، أليس كذلك؟ يُقدر عدد الكتل الحجرية بـ 2.3 مليون قطعة! 🧱 يعني الحاجة إلى نقل 12 كتلة تقريبًا كل ساعة. أجرى السير فلندرز بيتري أول قياسات دقيقة للهرم بين عامي 1880 و1882، ونُشرت نتائجه في كتاب “أهرامات ومعابد الجيزة”.

الهرم الأكبر

دقة البناء والمعمار 📐

ظل الهرم الأكبر أعلى مبنى في العالم لأكثر من 3800 عام! حتى تجاوزه مبنى آخر في القرن الرابع عشر الميلادي. تتميّز دقة بناء الهرم بجوانب قاعدته الأربعة، حيث بلغ متوسط الخطأ في أطوال أضلاعها 58 مليمترًا فقط! وكانت قاعدة الهرم أفقية ومسطحة بدقة تصل إلى 15 مليمترًا. تحاذي جوانب القاعدة الأربعة الجهات الجغرافية الأصلية (ضمن 4 دقائق قوسية) على أساس الشمال الحقيقي، وليس الشمال المغناطيسي. ✨ هذا دليل على معرفة المصريين القدماء العظيمة بعلم الفلك.

تسوية الموقع والقياسات الدقيقة 📏

اختار المهندسون موقع الهرم على هضبة الجيزة الصخرية الصلبة، وقاموا بتسوية الأرض بدقة متناهية حول الموقع. حددوا مواقع الأركان بدقة متناهية لتواجه الجهات الجغرافية الأربع. استفاد المهندسون من جزء من صخرة الهضبة كجزء من الطبقة السفلية للهرم. غطّت الطبقة الأولى من الجوانب بحجارة من الحجر الجيري الأبيض من محاجر طرة، مما ضمن دقة أضلاع الهرم وزواياه. بلغت دقة تسوية الأساس 21 مليمترًا فقط. كانت القياسات دقيقة جدًا، رغم صعوبة قياس المحاور بسبب اختلاف ارتفاع الأرض الصخرية.

لم يتجاوز انحراف أضلاع الهرم عن القياس المحدد 13 سنتيمترًا في أقصى الحالات. كانت زوايا الأركان دقيقةً جدًّا، حيث لم يتجاوز انحرافها 3 دقائق قوسية في أي ركن. بلغ ميل أسطح الهرم 51°50′40″، ما يجعله يصل إلى ارتفاع 146.59 مترًا في الأصل. يبلغ ارتفاع الهرم اليوم 138.75 مترًا.

قلب الهرم والغلاف الخارجي 💎

كان الهرم مغطى بطبقة من الحجر الجيري الأبيض من محاجر طرة. استخدمت هذه الأحجار في بناء القاهرة، مما جعل قلب الهرم مرئيًا اليوم. تُظهر بعض أجزاء التغطية في الطبقات السفلية. يوجد على بعض أحجار الغلاف كتابات وعلامات تركها عمال البناء باللون الأحمر.

تتكون حجارة قلب الهرم من الحجر الجيري، مرصوصة في طبقات أفقيّة. يوجد اليوم 203 طبقات من هذه الأحجار. يبلغ وزن القطعة الحجرية في الطبقات العليا طنًا واحدًا، بينما يزيد وزنها في الطبقات السفلى إلى 2-3 أطنان.

بُنيت حجرة الملك بقطع حجرية ضخمة من الجرانيت الأحمر، تزن ما بين 40 و 70 طنًا، ونقلت إلى ارتفاع 70 مترًا. كتب العمال علامات ورسومات على بعض الأحجار، تشمل مقاييس وأسماء المجموعات العاملة، وفي بعض الحالات اسم خوفو.