لغز انفجارات الراديو السريعة يُحلّ جزئيًا
هل سبق لك أن تساءلت عن انفجارات الراديو السريعة (FRBs)؟ هذه الظواهر الكونية الغامضة تُعدّ من أعظم ألغاز علم الفلك، تنافسها فقط موجات الجاذبية وانفجارات أشعة غاما. تُنتج هذه الانفجارات المتفجرة المكثفة للطاقة الراديوية قدرًا هائلاً من الطاقة في جزء من الألف من الثانية مما ينتجه الشمس في شهر! 🚀
اكتُشفت لأول مرة عام 2007، وُصِفت انفجارًا واحدًا، يسمى انفجار لوريمير، نسبةً لعالم الفلك الأمريكي دنكان لوريمير. في معظم الأحيان، تكون هذه الانفجارات أحداثًا فردية، تلمع ساطعةً ثم تختفي. ولكن في حالات نادرة، اكتشف العلماء انفجارات متكررة، ما يزيد من غموض أسباب حدوثها! 🤔
قبل هذا الاكتشاف، كانت أقوى الانفجارات المرصودة في درب التبانة تُنتج من النجوم النيوترونية. لكنّ بحثًا جديدًا، يقوده معهد الفلك الراديوي الهولندي (ASTRON)، كشف عن انفجار راديو سريع أكثر إشراقًا بمليار مرة من أي شيء ينتجه نجم نيوتروني! 🤩 هذا يعني قدرة العلماء على رؤيته من مجرة تبعد مليار سنة ضوئية عن الأرض! 🚀
من أين جاء هذا الانفجار؟
قُدّم البحث من قبل إينيس باستور-مارازويللا، زميلة بحث روبيكون في مركز جوادل بانك لعلم الفلك، وباحثة في ASTRON ومعهد أنتون بانيكوك بجامعة أمستردام، إلى جانب العديد من الزملاء من مختلف المؤسسات العلمية العالمية في مجالات علم الفلك، الفيزياء الفلكية، والفيزياء النظرية. نُشر البحث في مجلة علم الفلك والفيزياء الفلكية. انظر النتائج الكاملة هنا
تمّ الاكتشاف باستخدام تلسكوب راديو غربورك المركب (WSRT)، جزء من شبكة مراقبة التداخل المتري الأوروبية (EVN). يُعتبر WSRT تلسكوب راديو قوي يتكون من 14 هوائيًا مقوّماً بقطر 25 متر، ويعتمد على تقنية “تركيب الفتحة” لتصوير السماء الراديوية، مما يُمكّن علماء الفلك من دراسة مجموعة واسعة من الظواهر الفلكية. بعد أكثر من عامين من المراقبة، أدت الأدوات والتقنيات المتطورة في WSRT إلى اكتشاف 24 نبضًا راديويًا سريعًا جديدًا! 🔭
ساهم حاسوب فائق السرعة تجريبي، يسمى أبيرتيف الراديوي للظواهر العابرة (ARTS)، في هذا الاكتشاف. حلّل هذا الحاسوب الفائق جميع الإشارات الراديوية الصادرة من السماء خلال فترة الملاحظة، مما ساعد الفريق على استنتاج مكان ظهور انفجارات راديو سريعة مستقبلية. يُمكنك قراءة المزيد من المعلومات التفصيلية عن البحث من خلال موقع ASTRON و رابط البحث المنشور.
”لقد تمكنا من دراسة هذه الانفجارات بمستوى تفصيل لا يُصدق. نجد أن شكلها يشبه إلى حد كبير ما نراه في النجوم النيوترونية الشابة. وطريقة توليد ومُدّ الانفجارات الراديوية، ثمّ تعديلها أثناء عبورها الفضاء على مدى مليارات السنين، تتفق أيضًا مع أصل نجمي نيوتروني، مما يزيد من قوة الاستنتاج”. – إينيس باستور-مارازويللا
من المهم ملاحظة أن هذا الاكتشاف يُعدّ خطوة هامة نحو فهم هذه الظواهر الكونية المُذهلة. فريق البحث متحمس لفهم المزيد عن انفجارات الراديو السريعة، وربطها بنجوم نيوترونية شابة. كما قال يوري فان ليووين، قائد البحث: “لا نعلم متى أو أين سيظهر الانفجار التالي، لذا لدينا حاسوب ضخم يعمل باستمرار على معالجة جميع الإشارات الراديوية من السماء! 🤩”
مزيد من القراءة:
المصدر: المصدر