يُشير وجود آثار أثرية إلى وجود سكان في منطقة بيرث منذ ما يقرب من 40,000 عام.

تقلصت أعداد السكان الأصليين في المنطقة بشكل كبير بعد وصول المستوطنين الأوروبيين، بسبب الأمراض، والاضطهاد المباشر، أو انتشار إدمان الكحول بينهم.

بدأت عمليات الاستكشاف في المنطقة من قبل البريطانيين والفرنسيين والهولنديين في بداية القرن الثامن عشر، على الرغم من أن أول مشاهدة مسجلة في أوروبا للمنطقة كانت من قبل الكابتن الهولندي ويليام دي فلامينغ وفرقته في 10 يناير 1697.

في عام 1827، وصل جيمس ستيرلنغ إلى المنطقة وأسس مستوطنة صغيرة، التي استولى عليها لاحقاً تشارلز فريمانتل. وفي عام 1829، أنشئت المستعمرة التي ستؤدي إلى تأسيس هذه المدينة، واعتبرت هذه التاريخ تاريخ تأسيس المدينة.

منحت الملكة فيكتوريا لقب مدينة لبيرث في عام 1856.

بدأ أكبر نمو اقتصادي بعد اكتشاف مناجم الذهب في كالغوليه وبناء خط السكك الحديدية عبر القارة في عام 1917.

تُعدّ بيرث واحدة من أكثر المدن المنعزلة في العالم. المدينة الأقرب التي يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة هي أديلايد، والتي تبعد 2104 كم. وتقع بيرث جغرافياً أقرب إلى تيمور الشرقية وجاكرتا (إندونيسيا) من سيدني وملبورن أو بريزبن. وتُعدّ بيرث النقطة المعاكسة لجزر برمودا.

يحدّ الحي المالي في بيرث نهر السوان من الجنوب والشرق، ومتنزه كينغز بارك من الغرب، بينما تشكّل منطقة السكك الحديدية حدوداً شمالية. يُمثّل مشروع “ربط مدينة بيرث” الذي تمّ تمويله من قبل الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية، هدم جزء من خط السكك الحديدية، بالإضافة إلى هدم محطة الحافلات السطحية الموجودة، وتطوير منطقة على طول النهر تُعرف باسم إليزابيث كواي. شارع سانت جورجز هو الشارع الرئيسي في المنطقة، ويضمّ 1.3 مليون متر مربع من مساحات المكاتب في الحي المالي. بينما تشمل الشوارع الرئيسية الأخرى شارع هايز وشارع موراي، التي تضمّ غالبية المنشآت التجارية والترفيهية. يعتبر مبنى سنترال بارك أعلى مبنى في المدينة، وهو سابع أطول مبنى في أستراليا. شهد الحي المالي مؤخراً ازدهاراً في قطاع التعدين، مع وجود العديد من المشاريع التجارية والسكنية قيد الإنجاز، بما في ذلك مبنى مكاتب يبلغ ارتفاعه 244 متر (801 قدم) لشركة BHP Billiton الأسترالية البريطانية.

تقع بيرث على ضفاف نهر السوان، الذي سمي بهذا الاسم نسبةً إلى البجع الأسود (Black Swans) الذي رآه ويليام دي فلامينغ، قائد بعثة هولندية، وسامٍ جزيرة روتنست بأستراليا الغربية. عرف هذا النهر تقليدياً لدى السكان المحليين باسم دربال يريجان. في عام 1697، وصلت بعثة هولندية بقيادة ويليام دي فلامينغ إلى مصب النهر بحثاً عن المياه العذبة، وسمّى النهر جيريت كولارت، قائد ثاني للبعثة، نسبةً إلى البجع الأسود الذي يسكنه. تقع وسط المدينة ومعظم الأحياء السكنية في السهل الساحلي للسوان (Swan Coastal Plain)، بين سلسلة جبال دارلينج والمحيط الهندي. تُعتبر تربتها غير خصبة نسبياً. تمتدّ المنطقة الحضرية من يانشيپ في الشمال إلى روكينغهام في الجنوب، على مسافة 90 كم على الطرق. و تمتد من الساحل الغربي إلى موندارينغ في الشرق، على مسافة حوالي 50 كم على الطرق. تبلغ مساحة منطقة بيرث الحضرية أكثر من 5386.4 كم².

تمّ بناء جزء كبير من بيرث أصلاً على سلسلة من المستنقعات المائية العذبة تمتدّ من بحيرة هيردمَن في الغرب عبر خليج كلايسبروك في الشرق. يُقدّر أن ما يصل إلى 80% من بيرث تمّ بناؤها على هذه المستنقعات المستصلحة.

استفادت الأحياء الساحلية من الموقع الساحلي للمدينة والرمال النظيفة. تحيط بالمدينة من الشرق سلسلة جبال دارلينج المنخفضة. وتتواجد المدينة بشكل عام على أرض مسطحة أو مُتعرّجة، وذلك أساساً بسبب كمية كبيرة من التربة الرملية والقاعدة الصخرية العميقة. أعطت وفرة الرمال اسمًا للسكان الأصليين بأستراليا الغربية “sandgropers”. تضمّ المنطقة الحضرية لمدينة بيرث حوضين رئيسيين أو نظامي تصريف؛ الأول يتكوّن من نهر السوان ونهر كانينغ. والثاني يتكوّن من نهر سبرنتين ونهر موراي، اللذان يتدفقان في خليج بيل في ماندارا.

يُعدّ مناخ بيرث مثالاً نموذجياً على مناخ البحر الأبيض المتوسط المعتدل (تصنيف مناخ كُوبن)، على الرغم من أنه يتلقّى كمية كبيرة من الأمطار الموسمية. عادةً ما تكون الصيف حارة وجافة، وتستمر من أواخر ديسمبر إلى أواخر مارس، ويكون شهر فبراير عادةً أحرّ شهر في السنة.

تحدث أمطار متفرقة في الصيف، مع هطول الأمطار على شكل سحب قصيرة الأمد، وفي حالات نادرة جداً، قد تحدث إعصار استوائي يمكن أن يُحدث كميات كبيرة من الأمطار. كانت أعلى درجة حرارة مسجلة في بيرث 46.2 درجة مئوية في 23 فبراير 1991.

في أغلب عصاري الصيف، تهبّ رياح بحرية تُعرف باسم

المصدر: المصدر