حالات مُتغيّرة من الوعي يمكن أن تُشوّه الزمن، ولا أحد يعرف لماذا.

هل سبق لك أن شعرت أن الزمن يمرّ ببطءٍ شديدٍ في لحظاتٍ معيّنة؟ ربما أثناء رحلةٍ مثيرةٍ أو في لحظاتٍ من القلق الشديد؟ أو حتى في حالةٍ من التركيز العميق؟ يبدو أن الزمن يُغير سرعته حسب حالتنا النفسية! ⏳

في مواقفٍ مُختلفة، قد نُدرك أن الزمن يتمدّد أو يتسارع. عندما نكون في بيئاتٍ جديدة، أو نشعر بالملل، أو نُعاني من الألم، غالبًا ما نُدرك أن الزمن يمرّ ببطءٍ. بينما في حالات الاستيعاب والتركيز، مثل الرسم أو الموسيقى أو الشطرنج، يبدو الزمن أسرع. 🎼 حتى أننا نلاحظ هذا التسارع مع تقدمنا في العمر. 🤔

لكن ماذا عن تجاربٍ أكثر إثارةً؟ تجاربٍ يتمدّد فيها الزمن بشكلٍ جذريٍّ؟ سأُلقي الضوء على هذه التجارب المُذهلة في كتابي الجديد، حيث سأصف “تجربة تمدّد الزمن” – حيث تتحول الثواني إلى دقائق! ⏱️

لماذا يتغير إدراكنا للزمن؟

لغزٌ كبير، أليس كذلك؟ يُعتقد أن اختلاف إدراكنا للزمن مرتبط بتعامل أذهاننا مع المعلومات. 🧠 كلما زادت المعلومات التي نُدركها، بدا الزمن أبطأ. الأطفال، على سبيل المثال، يمرّ الزمن ببطءٍ بالنسبة لهم لأنهم يعيشون في عالمٍ جديدٍ و مليءٍ بالاستكشاف. والبيئات الجديدة تمدّد الزمن، بينما يُضيق الامتصاص من الزمن لأن انتباهنا يصبح مُركّزًا. 🧐

أما الملل، فيُملأ عقلنا بضجيج الأفكار، فتُمدّد تجربتنا للزمن. و يبدو أن الزمن يتمدّد في الحوادث أو حالات الطوارئ، مثل حادث سيارة، أو سقوط، أو هجوم. 🤕

تجارب تمدّد الزمن (تييز)

تجارب “تييز” أو تجارب تمدّد الزمن، غالبًا ما تحدث في حالاتٍ مُفاجئةٍ. في هذه التجارب، يعتقد العديد من الناس أن الزمن يتمدّد بشكلٍ ملحوظٍ. 😮 وقد أظهر بحثي أن حوالي 85% من الناس اختبروا على الأقل تجربة واحدة من تجارب “تييز”. تحدث نصف هذه التجارب تقريبًا في حالاتٍ من الحوادث أو الطوارئ، حيث يُعطى الناس وقتًا إضافيًا للتفكير والتصرف، مما يُمكن أن يُنقذهم من الإصابة أو حتى من الموت. 💪

تُحدث هذه التجارب أيضًا في الرياضة، وفي لحظاتٍ من الهدوء والتركيز، مثل التأمل. 🧘‍♂️

لكن، هل هذه التجارب مرتبطة ببعض المُخدرات النفسية؟ في بعض الحالات، نعم. تقريبًا 10% من تجارب “تييز” مُرتبطة بهذه المُخدرات. 💊

ولكن، ما الذي يُفسّر هذه التجارب؟ هناك نظريات مُختلفة. إحدى النظريات ترجع هذه التجارب إلى إطلاق هرمون النورأدرينالين في حالات الطوارئ. لكن هذه النظرية لا تُفسّر الشعور بالهدوء والراحة الذي غالبًا ما يُبلغ عنه الناس. 😇

إحدى النظريات الأخرى تقترح أن تجارب “تييز” هي تكيفٍ تطوريٍّ. هل طوّر أسلافنا القدرة على إبطاء الزمن في حالاتٍ من الطوارئ لتحسين فرص بقائهم على قيد الحياة؟ 🤔

نظرية ثالثة تقترح أن تجارب “تييز” ليست حقيقية، بل أوهامٌ من الاستحضار. في حالات الطوارئ، قد يُصبح إدراكنا حادًا، ونتذكر تفاصيلٍ إضافية، مما يُنشئ انطباعًا بتمدّد الزمن. 🧠

لكن، في العديد من تجارب “تييز”، يشعر الناس بثقةٍ بأنهم امتلكوا وقتًا إضافيًا. ⏱️

حالات الوعي المُتغيرة

ربما يكمن سرّ فهم تجارب “تييز” في حالات الوعي المُتغيرة. قد تُسبب الصدمة المفاجئة لحادثٍ تحولاً مفاجئًا في الوعي، مما يُؤدي إلى إبطاء الزمن. 🤯 وفي الرياضة، يُمكن أن يُحدث التركيز المُتواصل “الامتصاص الفائق” الذي يُبطئ من الزمن. 🤯

هل تُؤثر حالات الوعي المُتغيرة على إحساسنا بالهوية؟ بالتأكيد. ربما يُؤدي إحساسنا بالانفصال بين أنفسنا والعالم إلى إبطاء الزمن. 🤔