
هل نضيع وقتنا في سباق زيادة عرض النطاق الترددي للهاتف المحمول؟
هل وصلت سرعات البيانات المحمولة والمنزلية إلى الحدّ الكافي لمعظم الناس؟ 🤔 تشير بيانات صناعة عرض النطاق الترددي الحديثة إلى تباطؤ نمو البيانات، مما يُثير تساؤلاتٍ مثيرة حول مستقبل الاتصالات. يبدو أن طلب البيانات سيصل إلى ذروته دون الوصول إلى مليار بت في الثانية في السنوات القليلة المقبلة.
هذا أمرٌ مهمّ جدًّا! 🤯 لقد اعتمدت أبحاث الاتصالات لعقود على افتراض نمو البيانات اللاسلكية والبرية اللامتناهي. وقد قادت هذه الفرضية العديد من التقنيات، من 2G إلى 5G، في محاولةٍ لتوسيع نطاقات عرض البيانات.
ولكن، يبدو أن سلوك المستهلكين قد يُحدث انعطافًا! 🔄 تصل سرعات 5G في العالم الحقيقي عادةً إلى 500 ميغابت في الثانية فقط، وبعض الدراسات تشير إلى أن 6G قد توفر سرعات تصل إلى 100 جيغابت في الثانية. ومع ذلك، فإنّ الطلب على نطاق ترددي أعلى يبدو محدودًا جدًا.
تطبيقات الهاتف المحمول التي تحتاج لأكثر من 15-20 ميغابت/ثانية نادرة، وتطبيقات المستهلكين الرئيسية التي تحتاج لأكثر من 1 جيجابايت/ثانية نادرة الحدوث تقريبًا.
في الحقيقة، معظم تطبيقات المستهلكين لا تتطلب سوى مئات ميغابت/ثانية. ولا توجد تقنيات مستهلك جديدة في الأفق لتغيير هذه النتيجة.
تعتقد شركات الاتصالات والباحثون أن هناك حاجة ماسة لزيادة عرض النطاق الترددي. إذا كان هناك المزيد من عرض النطاق الترددي، فستظهر تلقائيًا حالات استخدام جديدة. 💡
هل هذا التوقع دقيق؟ 🤔 هل يتبع المستهلكون دائماً كل تحسين في التقنيات، حتى يصلوا إلى نقطة التشبع؟
لنأخذ مثلاً سرعة الطائرات التجارية. لم تتجاوز سرعة الطائرات التجارية 900 كيلومتر في الساعة خلال الخمسين عامًا الماضية. على الرغم من اختراع الطائرات فوق الصوتية، إلا أنها لم تُحقق نجاحًا تجاريًا.
قد تكون هناك حالات استخدام متخصصة تحتاج إلى جيغابت في الثانية من عرض النطاق الترددي، لكنّ طلب المستهلكين من الجيل السادس (6G) قد لا يكون كما يتوقعه البعض.
عالمٌ مشبعٌ بعرض النطاق الترددي
يُطلب من خطوط الإنترنت المنزلية (على سبيل المثال، من مئات ميغابت/ثانية إلى 1 جيجابت/ثانية) لا يُحدث فرقًا ملموسًا للمستخدم العادي. 🤨 وكذلك، فإنّ تحسينات 5G على 4G ليست بنفس القدر الذي يُروّج له.
للمستخدم المحمول النموذجي، تجاوز 15 ميغابت/ثانية لا يُحدث فرقًا كبيرًا. وفيما يتعلق بالمنزل، فإنّ سرعات تصل إلى 1 جيجابايت/ثانية كافية لمعظم الحالات الاستخدامية.
حتى محاكاة الطيران Microsoft 2024، التي يُعَدّ طلبها من عرض النطاق الترددي “مذهلاً”، لا يتجاوز 180 ميغابت/ثانية. يعني هذا أنّ معظم الحالات الاستخدامية الحالية لا تتطلب نطاقًا تردديًا يتجاوز 1 جيجابايت/ثانية.
هل نحتاج حقًا إلى شبكاتٍ ذات سرعات جيغابايت في الثانية؟ 🤔 ربما لا تحتاج معظم شبكات الهاتف المحمول والبرية إلى هذا المستوى من السرعة الآن، لكنّ المستقبل قد يكون مختلفًا.
ما هي التكنولوجيات الجديدة التي قد تُحدث طلبًا أعلى لعرض النطاق الترددي؟
على سبيل المثال، أعلنت شركة أبل عن iPhone 16، والتي تُدَمج فيها ميزات الذكاء الاصطناعي. هل تُشكّل هذه التقنية مصدر طلبٍ جديد لعرض النطاق الترددي؟
بالتأكيد، ستحتاج السيارات ذاتية القيادة إلى نطاق ترددي عالٍ، لكنّها لا تُشكّل حاجةً كبيرة في الوقت الحاضر.
لم تظهر أي تقنية جديدة تتطلب متطلبات شبكة تتجاوز بكثير ما تقدمه تقنيات 4G و 5G بالفعل.
لا تُمثّل تقنيات إنترنت الأشياء أو الاتصالات الهولوجرافية حاليًا مصدرًا كبيرًا للاستخدام المفرط لعرض النطاق الترددي.
قد يكون الذكاء الاصطناعي العامل غير المتوقع في هذه المعادلة، لكن تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحالية لا تتطلب سوى كميات صغيرة من البيانات.
حتى عالم ما بعد الواقع، من المحتمل أن يتطلب نطاقًا تردديًا بين 100 ميغابت/ثانية و 5 جيغابايت/ثانية فقط. حتى النسخ التجريبية لـ 5G في فيريزون لا تُعَدّ مؤشرًا على ذلك.
في النهاية، لا توجد تقنية جديدة تتطلب نطاق ترددي أعلى بكثير مما تقدمه 4G و 5G بالفعل.
انخفاض نمو البيانات
تشير الرسوم البيانية المرفقة إلى أن نمو استخدام البيانات المتنقلة والخطوط الأرضية يتباطأ منذ 2015. هذا لا يعني انخفاض الاستخدام الإجمالي، بل تباطؤ معدل النمو.
في الوقت الحاضر، تغطي شبكات 5G وشبكات النطاق العريض الأرضية معظم الاحتياجات، ويشهد كلا النوعين انخفاضًا في معدل نمو البيانات خلال السنوات القليلة الماضية.
يُشير ذلك إلى انخفاض معدل نمو البيانات في نهاية المطاف إلى الصفر أو قيم صغيرة جداً بحلول 2027.
تغيير قطاع الاتصالات
يُؤدي هذا التغير في النمط إلى تغير في صناعة تجهيز الشبكات. قد تواجه شركات تجهيز الشبكات مثل إريكسون ونوكيا مشكلة في مواكبة الطلب الجديد.
ينفق المُشغّلون بالفعل أقلّ على معدات 5G، وربما هم قريبون من مرحلة الصيانة فقط. فمن غير المتوقع أن يكون هناك نمو كبير في إيرادات شركات الاتصالات في السنوات المقبلة.
تاريخيًا، كانت صناعة الاتصالات صناعة ذات نمو مرتفع، لكن الاتجاهات الحالية تشير إلى أنها تتجه نحو حالةٍ أكثر استقرارًا، وتُشبه خدمات المرافق العامة.
ستكون هناك حاجة لبعض التوسع في النطاق الترددي لشبكات 6G في المستقبل، لكنّ 1 جيغابت/ثانية كافية لمعظم المستخدمين. بالنسبة لأولئك الذين يستخدمون تطبيقات عالية المستوى، فقد تحتاج إلى سرعات تصل إلى 5 جيغابت/ثانية. لكن التركيز على 10 جيغابايت/ثانية وما فوق ليس منطقيًا حاليًا.
قد تواجه شركات الاتصالات إعادة هيكلة وتقليصاً في التكاليف للتكيف مع هذا الواقع الجديد.
قد تتغير كيفية كسب حصة أكبر من قاعدة العملاء من خلال السعر والخدمة الجيدة بدلاً من الابتكار التكنولوجي.
ستستمر الحاجة إلى البحث في مجال الاتصالات، لكنّ الابتكارات الجديدة ستركز على طرق أرخص وأكثر كفاءة لتقديم الخدمات القائمة.
إذا استمرّ انخفاض الطلب على البيانات المتنقلة، فإنّ الحكومات لن تحتاج إلى إيجاد نطاقات طيفية جديدة، وربما تتراجع الحاجة إلى الطيف في معظم المناطق. قد يفكر المُنظِّمون فيما إذا كان وجود مشغّلين أقل أفضل للبلد.
يجب إعادة التفكير في الرغبة في قيادة التطورات مثل المنازل المتصلة بالألياف وشبكات 5G أو 6G. قد يكون عدد المنازل ذات الاتصال الكافي أفضل مقياس.
يجب التركيز على توسيع تغطية المناطق والمناطق المحرومة من الخدمات، مع الحفاظ على انخفاض التكاليف والحلول الصديقة للبيئة.
هناك طريقتان رئيسيتان لتعزيز شركات الاتصالات للتخفيف من الفجوة الرقمية. الأولى هي التنظيمية. يمكن أن يُخصص أموال حكومية لمُقدّمي خدمات الاتصالات في المناطق التي تحتاج إلى توسيع نطاق الإنترنت. الثانية هي التكنولوجية، مثل نشر الإنترنت عبر الأقمار الصناعية أو تحسين تغطية Wi-Fi.
قد لا يكون عصر 6G كما يتخيله بعض الخبراء، وبدلاً من ذلك، قد يُمهد لعصرٍ يركز على الكفاءة والسعر.
المصدر: مصدر المقال