حبات برد بحجم يدك قد تساعدنا قريباً على التنبؤ بالعواصف الهائلة

حبات برد بحجم يدك قد تساعدنا قريباً على التنبؤ بالعواصف الهائلة

تُشكل حبات البَرَد الأكبر من حجم قبضة اليد، والتي تهوي نحو الأرض، مخاطرًا جسيمة على الأشخاص الذين يقعون في العراء أثناء العواصف.

والآن، يكشف تحليل جديد لهيكل هذه حبات البَرَد العملاقة الداخلية كيف تتمكن من النمو إلى هذا الحجم الكبير – وهو اكتشاف قد يساعد العلماء على التنبؤ بعواصف البَرَد قبل أن تشكل تهديدًا.

تتشكل حبات البَرَد أثناء العواصف، عندما تتجمد قطرة مطر في جزء بارد جدًا من السحابة. ثم تنمو في القطر مع سحب الجاذبية للجسيمات الثقيلة بشكل متزايد إلى أسفل، حيث يمكنها في النهاية أن تسقط على الأرض.

في الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة *فرونتيرز إن إنفايرونمنتال ساينس*، قام باحثون في كتالونيا (إقليم ذاتي الحكم في شمال إسبانيا) بجمع حبات برد عملاقة يصل قطرها إلى 12 سم (4.7 بوصة) – بطول علبة الصودا.

ثم استخدموا فحوصات مقطعية بالكمبيوتر للنظر داخل ثلاثة من حبات البَرَد. ربما سمعتم عن هذه الفحوصات في سياق طبي أكثر – عادةً، ماكينة الأشعة السينية الدوارة تُنشئ صورًا ثلاثية الأبعاد لأجسام الإنسان.

ولكن في هذه الحالة، سمحت الأجهزة – المُستعارة من عيادة أسنان – للفريق بدراسة “تشريح” كرات الثلج العملاقة دون تكسيرها.

قال المؤلف الرئيسي البروفيسور زافيير أوبيدا من جامعة برشلونة: “أردنا استخدام تقنية توفر المزيد من المعلومات حول الطبقات الداخلية لحبات البَرَد، ولكن دون تكسير العينات. لم نتوقع الحصول على صور واضحة كما حصلنا”.

حصل أوبيدا وفريقه على ٥١٢ صورة للبنية الداخلية لحبات البَرَد، تُعرف باسم “الشرائح”. تكشف هذه الشرائح عن كثافة كل طبقة، مُبيّنةً كيف نما حجر البَرَد في مراحل مختلفة من عاصفة البَرَد.

اكتشف الفريق أن أكثر حبات البَرَد كروية الشكل حتى تمتلك بواطن غير منتظمة – لم تكن نوى الحجارة في مراكزها. ومن المثير للدهشة أن هذا كان صحيحًا بشكل خاص بالنسبة للكرات التي تبدو مثالية تقريبًا، حيث كانت نوى تلك الحبات هي الأكثر ابتعادًا عن المركز.

يقول الباحثون إن هذا يكشف أن حبات البَرَد لا تنمو بالتساوي في كل اتجاه، على عكس الافتراضات السابقة حول حبات البَرَد.

تم جمع حبات البَرَد المستخدمة في هذه الدراسة، وتعبئتها بالفراغ، وحفظها بعد عاصفة رعدية عنيفة ضربت إسبانيا في صيف عام 2022. وفي ذلك الصيف نفسه، ضربت إسبانيا موجة جفاف شديدة، لكن من المحتمل أن تكون الظروف الحارة قد جعلت العواصف المدارية أقوى.

يقول الباحثون إن النتائج الجديدة التي توصلوا إليها يمكن أن تساعد في التنبؤ بعواصف مماثلة في المستقبل من خلال التنبؤ بتكوين البَرَد – وبالتالي المساعدة في الحد من حجم الأضرار التي تسببها.

اقرأ المزيد: