![صورة لأشجار تظهر حلقات زرقاء](/wp-content/uploads/2025/02/image_1739149954_eaa9c7d2.jpg)
حلقات زرقاء غامضة تكشف أسرار الصيف القاسي في التاريخ
هل تخيلت يومًا أن بقعًا زرقاء بسيطة في الأشجار تحمل أسرارًا عن مناخات قديمة؟ 🌲 بفضل دراسة حديثة، بات بإمكان العلماء إعادة بناء مناخات سابقة بدقة باستخدام تقنية تشريح الخشب! ✨
تُظهر هذه الدراسة أن مزيج الصبغات البيولوجية، السافرانين والأزرق الأستر، يمكنه الكشف عن نقص الليغنين في الخشب. الليغنين هو مادة مُعززة لحماية جدران النباتات. عندما تواجه النباتات فترات برودة قاسية أو ظروف نمو غير مثالية، يتأثر إنتاج الليغنين، مما يترك بصمةً فريدة في هيكلها الخشبي.
ووجد الباحثون أن هذه الحلقات الزرقاء الناتجة عن الصبغة، يمكن أن تُعد مؤشرات موثوقة لتاريخ المناخ القديم! 🤯 بإمكانها أن تُظهر التغيرات في ظروف النمو على مدار القرون الماضية.
![خريطة النرويج](https://i0.wp.com/www.sciencealert.com/images/2025/01/NorwayMap.jpg?w=723&ssl=1)
لتحليل هذه العلاقة بدقة، قام فريق دولي من العلماء بجمع عينات من 25 شجرة صنوبرية اسكتلندية (*Pinus sylvestris*) و 54 شجيرة جنرال عادية (*Juniperus communis*) من منطقة جبل إشكوراس في شمال النرويج. هذه المنطقة تُعتبر حافة خط الأشجار الشمالي النهائي.
يُلَوّن صبغ الصفرانين الخلايا بلون وردي زاهي، وعندما يتم تلوين العينة بالزرقاء النجمية، تفقد الخلايا التي تفتقر إلى الكلُّين لونها الوردي وتظلم، تاركةً حلقات واضحة. هذه الحلقات الزرقاء تشير إلى فترات برودة خلال موسم النمو.
“تبدو الحلقات الزرقاء كعلامات على نمو غير كامل، مرتبطة بظروف مناخية باردة خلال موسم النمو،” يقول أغاتا بوخوال، عالمة الأشجار من جامعة آدم ميكيكيفيتش في بولندا. 💡
لاحظ الباحثون أن الأشجار أكثر حساسية للبرودة من الشجيرات. أقل من 2% من حلقات شجر الصنوبر و 1% من حلقات شجيرات الجنيب تحولت إلى زرقاء، مما يوحي بمقاومة أكبر للشجيرات.
اكتشف الباحثون أن انخفاضات كبيرة في إنتاج الليغنين حدثت في عامي 1902 و 1877، حيث ظهرت حلقات زرقاء بنسبة كبيرة من حلقات الأشجار. يعتقد الباحثون أن هذه الظواهر قد ارتبطت بفترات صيف باردة، وربما بثورات بركانية بعيدة.
تشير الدراسة إلى أن الحلقات الزرقاء يمكن أن تُستخدم كأداة قوية لدراسة التغيرات المناخية في الماضي. ومع ذلك، تحتاج الدراسات المستقبلية إلى التحقق مما إذا كان نقص الرطوبة أو غيرها من العوامل غير المناخية تلعب دورًا في ظهور هذه الحلقات.
لا يزال هناك الكثير لنتعلمه عن الحلقات الزرقاء، وكيفية ارتباطها بدرجات الحرارة المنخفضة وتنوعها بين أنواع النباتات المختلفة. نتمنى أن تُلهم هذه الدراسة المزيد من البحوث في هذا المجال، وأن تؤدي إلى بناء شبكة معلومات شاملة عن الأحداث الباردة عبر نطاقات زمنية طويلة.
تم نشر هذه الأبحاث في مجلة *حدود في علم النبات*.
المصدر: المصدر الأصلي