
هل تعلم أن دماغك يعمل على غسل نفسه ليلاً، ليزيل بقايا اليوم؟ 🤯 يُعتقد أن الدماغ يخضع لدورة غسلٍ لطيفة أثناء نومك، تُزيل بقايا اليوم من المنتجات السامة، استعدادًا ليومٍ جديدٍ من التفكير المُتقدم.
ولكن، ما زالت آليات هذا النظام العصبي للتطهير لم تُوصف بالتفصيل بعد.
قام باحثون من جامعة كوبنهاغن باستخدام تقنيات متطورة لرسم الارتفاعات والانخفاضات الدقيقة لنواقل الأعصاب وحجم الدم والسائل النخاعي لدى الفئران، خلال يومهم وليلتهم.
تُظهر هذه النتائج ليس فقط كيف يتجدد الدماغ نفسه ليلاً، بل تكشف أيضًا عن عيبٍ غير متوقع لأدوية النوم الشائعة مثل أمبيان.
النظام الغليمفاوي: شبكة الصرف الصحي للدماغ
يُوصف هذا النظام البيولوجي، المسمى تقنيًا بالنظام الغليمفاوي، بأنه “شبكة الصرف الصحي” للدماغ. 💡 اكتشاف تشريحي حديث نسبيًا، تم تحديده في الفئران قبل عقد من الزمن فقط. وقد حددت الأبحاث الجارية هذا النظام في أدمغة البشر، وكشفت أن النظام الغليمفاوي يسحب السائل الشوكي بعمق إلى باطن الدماغ لإخراج المواد الضارة.
ترتبط بعض هذه النفايات بمرض الزهايمر. بالإضافة إلى إزالة النفايات، يساعد النظام الغليمفاوي على موازنة مستويات الماء في الدماغ، وتسهيل عرض العوامل المرضية المحتملة على الجهاز المناعي، بل ويساعد على توصيل إمدادات الوقود إلى المكان الذي تحتاجه أكثر.
كيف يعمل النظام الغليمفاوي؟
تشير الدراسات إلى أن أنماط موجات الدماغ التي ينسّقها مجموعة من الخلايا العصبية تُنسّق هذه العملية، لكنها غالبًا ما تعتمد على نماذج حيوانية مخدرة، مما يثير تساؤلات حول كيفية إدارة دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية لنظام الغليمفا. بعض الافتراضات الأساسية للعملية، مثل الاعتماد الكامل على النوم، بدأت تتحدّى. 🧐
” كان الدافع وراء هذا البحث هو فهم أفضل لما يُحفّز تدفق الغليمفا أثناء النوم، وللإدراك المُستمد من هذه الدراسة آثارٌ واسعة النطاق لفهم مكونات النوم المُريح.” يقول مايكين نيدرغارد، المؤلفة الرئيسية ومديرة مركز جامعة روتشستر للطب النسخي العصبي.
التجربة والنتائج
طور الباحثون طريقةً جديدة لزرع ألياف بصرية سمحت لهم بتسجيل ديناميكيات السوائل عبر أدمغة الفئران. من خلال وضع علامة على الناقل العصبي النورادرينالين واستخدام زرع الألياف البصرية لتنشيط الجينات الحساسة للضوء، تمكنوا من مراقبة وتجربة التقلبات في إزالة النفايات أثناء نوم الفئران وأثناء استيقاظها.
كانت العلاقة بين تقلبات الناقلات العصبية وتغيرات حجم الدم واضحةً أكثر بكثير عندما كانت الفئران نائمةً أكثر من أيقظ. 😴 أظهرت التجارب أن هذه النبضات، دفعت نظام الغليمفا إلى اختراق أعمق في الدماغ، مما يؤكد دور النوم العميق في إزالة النفايات.
” هذه النتائج، بالإضافة إلى ما نعرفه عن نظام الغليمفا، ترسم الصورة الكاملة للأنماط الديناميكية داخل الدماغ، وهذه الموجات البطيئة، والإيقاظات الدقيقة، والنورإبينفرين كانت الحلقة المفقودة.” يقول عالم الأعصاب ناتالي هوجلاند.
تأثير أدوية النوم
هل تؤثر أدوية النوم على هذا النظام؟ 🤔 مستوحاةً من ادعاءات بأنّ الأدوية المساعدة على النوم مثل زولبيديم يمكنها تغيير مراحل النوم، اختبرت الدراسة التأثير، إن وجد، للدواء على عملية التنظيف، ووجدوا أنّها قلّلت من التذبذبات وعطّلت قدرة السائل النخاعي على الوصول إلى أعماق الدماغ. 😴
سيعتمد ترجمة العمل إلى البشر على تجاربٍ أخرى، من المُرجّح أن يتصرّف أدمغتنا بطرقٍ مشابهة نسبياً. هذا لا يعني أن أدوية النوم لا مكان لها، مع ذلك، معرفة أنها تأتي بتكلفة محتملة على قدرتنا على إخراج نفايات كل يومٍ من النسج العصبية قد تُؤثر في القرارات المُقبلة حول أفضل الطرق للحفاظ على صحة أدمغتنا.
نُشِرَ هذا البحث في مجلة سيل.
المصدر: المصدر