تُعدّ رعاية الأمهات للصغار ظاهرةً واسعةً الانتشار في مملكة الحيوان، تتنوع أشكالها وتختلف حسب نوع الحيوان. من المهم أن نلاحظ أن بعض الأنواع تضع البيض، بينما يلد البعض الآخر صغارًا أحياءً. وكلاهما يختلف في طريقة رعاية الصغار.

حيوانات تضع البيض 🥚

العديد من الحيوانات تضع البيض، سواءً بالتلقيح الخارجي أو الداخلي. غالبًا ما لا تُعتنى بالبيض من قبل الآباء، مما يُلزم الصغار على الاعتماد على أنفسهم بمجرد الفقس. ولكن هناك أيضًا أمثلة على الرعاية، حيث تبحث الأم عن بيئة مناسبة للبيض، أو تحميه من الأخطار.

على سبيل المثال، تبحث الفراشة عن نباتات مُلائمة ليرقاتها، وتضع السلحفاة بيضها في حفرة مخفية. أما الأسماك والبرمائيات والزواحف في الغالب لا تُعتنى بصغارها.

في بعض الحالات، تقوم الأم بحماية البيض أو حتى تفقيسه، أو بناء عش للصغار. وفي حالة الولادة الحية، قد تبقى الأم مع صغارها لفترة أطول، أو تُقدم لهم الطعام أو الحماية.

تتنوع أشكال الرعاية، بل إن بعض اللافقاريات، مثل النحل والديدان، تُظهر رعايةً فريدةً لصغارها. ففي مستعمرات النحل، يُعتنى باليرقات من قبل العاملات، ويُغذّونها برحيق ولقاح. هذا التعاون المذهل يضمن بقاء النوع.

حتى بعض الأسماك والزواحف تُظهر رعايةً لبيضها أو صغارها.

تُعطي اللافقاريات أمثلةً رائعةً على تباين أساليب الرعاية. قنديل البحر، على سبيل المثال، يلد صغاره داخليًا، مُظهرًا بذلك رعايةً لولادته. الديدان المسطحة تضع أنواعًا مختلفة من البيض، مما يؤدي إلى رعايةً مختلفة أيضًا.

العديد من الحشرات تُظهر رعايةً ليرقاتها، وذلك بتوفير بيئةٍ مناسبة أو حتى إطعامها.

في الحشرات المُستعمِرة، مثل النحل، تظهر رعاية الأمهات للصغار بشكلٍ مُذهل.
العاملات في خلية النحل يُعتنون باليرقات، حيث يوفّرن لهم الطعام ويرعونهم. وهذا التعاون بين أفراد الخلية يضمن استمرار النوع.

تُظهر العديد من أنواع السرطان والجمبري رعايةً لبيضها. تحمل الأم بيضها أسفل جسمها لحمايتها من الأعداء، وتستمر الرعاية حتى يفقس البيض ويفقس من اليرقات. بعض العناكب تُظهر نفس السلوك، حيث تُنشئ أعشاشًا لتضع بيضها وتعتني بصغارها حتى تبلغ مرحلة النضج.

تُظهر الحيوانات الفقارية أيضًا تباينًا في رعاية الأمهات للصغار. تُبنِي أنواع مختلفة من الأسماك أعشاشًا تُقدم فيها الحماية للبيض أو اليرقات.