رياح حديدية كونية تُحطّم الأرقام القياسية وتُخفي مناخًا لم يُسبق له مثيل – علم الآن

كوكب خارجي غريب

هل تخيلت يوماً كوكباً بعيداً عن نظامنا الشمسي، يُمطِرُ فيه الياقوت والزمرد السائل؟ 💎 اكتشف علماء الفلك كوكباً غريباً يُدعى تيلوس (WASP-121b)، يبعد 880 سنة ضوئية عنا، يُعتبر من أكثر الكواكب الخارجية البرية والقاسية التي عُثر عليها حتى الآن.

تُحطّم رياحُه الحديدية القياسات، فهي أسرع رياحٍ تمّ اكتشافها على أيّ كوكب خارجيّ حتى الآن! 💨 تمّ إعادة بناء غلافه الجوي العاصف في ثلاثة أبعاد، وكُشف عن مناخٍ لا يُضاهى في نظامنا الشمسي.

رسم بياني لغلاف تيلوس الجوي
رسم بياني يُظهر التركيب الثلاثي الأبعاد لجـوّ تيلوس. (ESO/M. Kornmesser)

تقول عالمة الفيزياء الفلكية جوليا فيكتوريا سايدل من مرصد جنوب أوروبا: “يُظهر جو هذا الكوكب سلوكًا يُحدّي فهمنا لكيفية عمل الطقس على جميع الكواكب، ليس فقط الأرض. يُشعِرنا هذا الأمر بشيءٍ من خيال العلم!”. 🚀

تيلوس، وهو كوكب خارجيّ حارّ من نوع المشتري، مقارن بحجم عمالقة غازية كوكبنا، لكنه قريب جداً من نجمه، ممّا يرفع حرارته إلى مستوياتٍ عالية جداً. 🌡️

تُعتبر الكواكب الخارجية العملاقة الساخنة مُثيرة للاهتمام، فكلّ ضوءٍ ينتقل عبر غلافها الجوي يمكن أن يُكشف عن أدلة حول العناصر والمركبات الموجودة في غلافها الجويّ. 🔬

أُجريت الدراسة باستخدام تلسكوب غاية الكُبر التابع لـ ESO، مُجمعين قوّة وحدات التلسكوب الأربعة لجمع البيانات عن مُكونات الغلاف الجويّ، والطبقات المُعقّدة التي يتكوّن منها الكوكب. 🔭

“ما وجدناه مُذهل: تيارٌ نفاثٌ يدور الموادَ حول خطّ الاستواءِ للكوكب، بينما تَجري حركةٌ منفصلةٌ في الطبقاتِ السفلىّ من الغلاف الجويّ لتحريكِ الغازاتِ من الجانبِ الحارِّ إلى الجانبِ البارد. لم يُرَ هذا النوعُ من المناخِ من قبل على أيّ كوكبٍ،” تقول سايدل. “حتى الأعاصيرُ الأقوى في المجموعة الشمسية تبدو هادئةً بالمقارنة!” 🌪️

بسبب قربه من نجمه، نجم أصفر أبيض يُدعى دلمون، فإن تيلوس محصور المد والجزر، حيث تساوي مدته الدورانية مدته المدارية. هذا يعني أن نفس الجانب دائمًا ما يُواجه النجم، ويُعاني من حرارةٍ شديدة. 🔥

يُنتج عن هذا تدرجًا شديدًا في درجة الحرارة بين جانب النهار والليل، مما يُثير رياحاً قويةً تصل إلى سرعاتٍ فوق الصوتية. 💨

لاحظ الباحثون تياراً هوائياً يُغطي نصف الكوكب الخارجي، والذي يتسارع ويهيج الغلاف الجوي إلى ارتفاعات عالية أثناء مروره بجانب النهار. في الصباح، قُدّرَت سرعة هذا التيار بـ 13.7 كيلومترًا في الثانية، وفي المساء تضاعفت هذه السرعة لتصل إلى 26.8 كيلومترًا في الثانية، مما يجعله أسرع تيار هوائي جويّ سُجّل على الإطلاق. 🏆

ووجد الباحثون أيضاً، لأول مرة، التيتانيوم في غلاف كوكب خارجي، مدفون تحت طبقاتٍ أخرى. 😍

هذه النتائج تمثل قفزةً نوعية في فهمنا للكواكب الخارجية، ومُستقبل دراسة علوم الفلك. 🔭 “من المذهل حقًا أن نتمكن من دراسة تفاصيل مثل التركيب الكيميائي وأنماط الطقس لكوكب على بعد هائل كهذا.” تقول عالمة الفيزياء الفلكية بيبيانا برينوث.