سر الروتين الصباحي المثالي ربما ليس ما تظنونه

سر الروتين الصباحي المثالي ربما ليس ما تظنونه

هل تساءلت يومًا عن سرّ روتين النجاح المبكر لبعض الشخصيات البارزة؟ يُقلّد الناس غالبًا أولئك الذين يعتبرونهم ناجحين، وخاصةً من لديهم ثروة وشهرة وقوة كبيرة. ولكنّ هل هذا الروتين هو مفتاح النجاح الحقيقي؟ 🤔

يُقدّم العديد من روّاد الأعمال، والمشاهير، ومؤثّري اللياقة البدنية، روتيناتهم اليومية، مدّعين أنّها تضمن الإنتاجية والنجاح المستمر. من تمارين مارك زوكربيرغ المُبكّرة إلى روتين غرايمز الغريب للعافية، أو نهج موسك المُشدّد. هل هي فعلاً مثالية؟

لكنّ الحقيقة هي أن هذه الروتينات غالبًا ما تكون مُتطرفة بحيث لا تُناسب حياة الشخص العادي، و ربما لا تتوافق مع العلم. 🧐 لماذا إذًا يتبعها هؤلاء الأشخاص؟

لماذا يروج النجاح لروتين يومي جنوني؟

قد يبدو الأمر غريبًا أن يَعتمد الناجحون روتينًا يوميًا مُشدّدًا. ربما يكون هذا السلوك متعلقًا بالسيطرة النفسية. في عالمٍ مليء بالمتغيّرات (سوق الأسهم، الاقتصاد، وسائل التواصل الاجتماعي) ، يشعر الناس بعدم الاستقرار والقلق، و يبحثون عن نقطة ارتكاز.

يُمنحهم الروتين اليومي الشعور بالسيطرة على جزئية من حياتهم، حتى لو كانت بقية حياتهم متغيرة. 🔄

من السهل أن يعتقد الناس أن هذا الروتين هو مفتاح نجاحهم. لكنّ الحقيقة قد تكون مختلفة تمامًا. هل هو منطق أم حاجة نفسية؟

هل تعلم أن الدماغ يتفاعل مع المال كالمكافآت البيولوجية مثل الطعام؟ لكنّ العائد من المال يتناقص مع الزيادة، تمامًا كما يحدث مع الطعام. ⚖️

عندما يتفاعل هؤلاء النجاحون مع أشخاصٍ آخرين ناجحين، فمن الممكن أن تتفاقم هذه الرغبة في التميّز. فإذا كان الجميع حولك متشابهًا في الثراء أو الشهرة، فهل ستشعر بتفوقك؟ كيف ستُعالج هذا الشعور بالرغبة في تفوق؟

يمكنك أن تُعالج ذلك من خلال التفوّق في مجالاتٍ أخرى، أو من خلال روتين صارم لا يُمكن للجميع اتباعه. ربما تصبح الشخص الأكثر صحةً، عملًا، أو انضباطًا، أو ناجحًا في مجالٍ آخر!

ولكن، هل هذا الروتين يأتي *قبل* النجاح أم *بعده*؟ غالبًا ما نرى روتينات مشهورة *بعد* النجاح، ولا نجد الكثير من الروتينات التي صَنعت النجاح.

هل تعلم أن عاملًا هامًا نُغفله هو الحظ؟ قد يكون بعض الأشخاص ناجحين بسبب وجودهم في المكان المناسب في الوقت المناسب، أو بسبب علاقاتهم الاجتماعية المؤثرة، أو فرصٍ سعيدة. لا يمكن أن يُغيّر أيّ قدر من التركيز والمثابرة هذا الواقع!

لكن الحظ عشوائيّ، لذا لا تُعتبر النتيجة بناءً على الحظ فحسب، بل هي مزيج من العوامل. هل تنجح في الإيمان بالقدرة الذاتية عوضاً عن الحظ؟

يُمكن أن يخلق تناقضًا معرفيًا قويًا، حيث يُقنع الشخص نفسه بأنه ناجح بفضل انضباطه وعمله الشاق وليس بالصدفة. يريد الناس الإيمان بالعالم العادل، و يفضلون أن يروا النجاح نتيجة لجهودهم وليس الحظ.

في الختام، لا تَقع ضحية السعي وراء روتين ناجحٍ يُعاني منه الآخرون. ربما ستجد روتينًا شخصيًّا مناسبًا لأهدافك، بدلًا من التقليد الاعمى.