طبيب نفساني يُوضّح تقنيةً بسيطةً لتنظيم المنزل

طبيب نفساني يُوضّح تقنيةً بسيطةً لتنظيم المنزل

ساعدتُ والدتي مؤخراً في فرز صناديق ورثتها من جدي وجدتي المتوفّيين. كان أحد الصناديق مُعلّقاً عليه، إما ساخراً أو بصدق، “حاملات أعواد الأسنان وكنوز أخرى”. 📦💎 تخيلوا تلك الكنوز الصغيرة! 🤔

تضمّنت الصناديق العديد من الذكريات الجميلة، لحظات اختفت الآن مع مرور الزمن. ولحسن الحظ، لم نجد حاملات أعواد الأسنان! 😅 لكنّنا وجدنا ذكريات رائعة.

أعجبني أكثر من بين الأشياء التي فرزناها قطعة لغز واحدة، قطعة أثرية تعكس ميل جدتي لإخفاء القطعة الأخيرة من لغز الصور المُجمّعة، فقط لتأتي في اللحظة الأخيرة وتُكمله! ✨ كم من الذكريات المخفية! 🤔

بعد عدة ساعات من التذكّر، رميتُ أنا ووالدتي ٩٠٪ من الأشياء التي فرزناها! هل شعرتم يوماً بهذا الإحساس؟ 🤔

“لماذا احتفظتُ بهذا؟” هذا سؤال أسمعه كثيراً، سواءً من عائلتي وأصدقائي أو من مرضاي. أنا عالم نفس سريري مرخص وأركز بحثي على اضطراب التكديس، خاصةً لدى كبار السن. 🙂

ما الذي يدفع الحاجة إلى الاحتفاظ بالأشياء؟

اضطراب التكديس هو حالة نفسية تُعرّف برغبات في حفظ الأشياء وصعوبة التخلص من الممتلكات الحالية. هذا يمكن أن يُؤدّي إلى فوضى منزلية كبيرة، بل وحتى يُشكّل خطرًا على سلامة المنزل. 🔥 يجب علينا أن نتعلم كيفية التعامل مع هذا.

في تجربتي المهنية، يُعاني العديد من البالغين من الفوضى حتى لو لم يُظهروا المعايير السريرية لاضطراب التكديس. فهل أنت من هؤلاء؟ 🤔

الإمساك بالأشياء ذات القيمة العاطفية أو التي قد تكون مفيدة في المستقبل، طبيعي من الشيخوخة. لكنّ بعض الأشخاص يتّجهون إلى الاحتفاظ بالأشياء بصورة مفرطة، مما قد يصل بهم إلى معايير اضطراب التكديس. 😕

قد تُساعد التغيرات المرتبطة بالعمر في الوظائف التنفيذية على شرح زيادة انتشار اضطراب التكديس مع تقدمنا في العمر. 🧠 صعوبة اتخاذ القرارات تؤثّر على القرارات المتعلقة بالفوضى المنزلية.

يُشير النموذج التقليدي وراء اضطراب التكديس إلى أن صعوبة التخلص من الأشياء ناتجة عن صعوبات في اتخاذ القرارات. لكنّ أبحاثي تُشير إلى أنّ هذا قد يكون أقل صدقًا لدى كبار السن. 🤔

عندما كنتُ طالبًا دراسات عليا، قمتُ بدراسةٍ طلبتُ فيها من البالغين المصابين باضطراب التكديس قضاء 15 دقيقة لاتخاذ قراراتٍ بشأن الاحتفاظ بالأشياء أو التخلص منها. فاجأتني النتائج! 🧐

وجدنا أن العمر مرتبط بمستوياتٍ أقلّ من الضيق خلال المهمة. المُشاركون الأكبر سنًا انحازوا إلى الشعور بأقلّ ضغطٍ عند اتخاذ القرار بشأن الاحتفاظ بالأشياء أو التخلص منها. لاحظنا أن العديد من المشاركين، وخاصةً الأكبر سنًا، أفادوا بمشاعر إيجابية أثناء فرز أشيائهم! 😊

في بحثٍ جديدٍ سيتم نشره قريبًا، قام فريقى الحالي بتكرار هذا الاكتشاف باستخدام نسخةٍ منزليةٍ من المهمة. يشير هذا إلى أن الخوف من اتخاذ القرار الخاطئ ليس دافعًا عالميًا لرغبتنا في حفظ الأشياء.

في الواقع، تشير دراسة نشرها فريق البحث في آب 2024 مع البالغين فوق سن الخمسين المصابين باضطراب التكديس إلى أن الإيثار، وهو سمة شخصية تتمثل في الرغبة في مساعدة الآخرين، قد يفسر سبب احتفاظ بعض الأشخاص بالاشياء. 🙂

قارن زملائي و أنا بين ملفات شخصيات المشاركين و ملفات شخصيات البالغين في السكان العام. بالمقارنة، سجل المشاركون المصابون باضطراب التكديس درجات عالية بشكل شبه عالمي في الإيثار.

يظهر الإيثار أيضًا بشكل متكرر في عملي السريري مع كبار السن الذين يكافحون مع الفوضى. غالبًا ما يخبرني الأشخاص أنهم احتفظوا بشيء ما من منطلق الشعور بالمسؤولية، إما تجاه العنصر نفسه أو تجاه البيئة. 😭

«أحتاجه ليذهب إلى منزل جيد» و «جديّة أعطتني هذا» هما من المشاعر التي نسمعها بشكل شائع.

لذلك، قد يُحتفظ بالأشياء ليس خوفًا من فقدانها، بل لأنّ حفظها يتوافق مع قيمهم.

تنظيم المنزل وفقاً للقيم

في دراسة أجريت عام 2024، بيّنتُ فريقي أن اتباع نهج قائم على القيم في التخلص من الفوضى يساعد كبار السن على تقليل الفوضى المنزلية وزيادة التأثير الإيجابي لديهم. 😌

قام الأطباء بزيارة منازل كبار السن المصابين باضطراب التكديس لمدة ساعة في الأسبوع لمدة ستة أسابيع. في كل زيارة، استخدم الأطباء التقنية التحفيزية لمساعدة المشاركين على مناقشة قراراتهم أثناء فرز فوضى المنزل.

وجدنا أنَّ إشراك المشاركين في تحديد قيمهم مكنهم من الحفاظ على تركيزهم على أهدافهم طويلة الأجل. 💪

غالباً ما يركز الناس على القدرة الفورية لجسمٍ ما على “إحداث الفرح” و ينسون التفكير فيما إذا كان لهذا الجسم معنىً و غرضًا أكبر. 🤔

القيم هي المعتقدات المجردة التي يستخدمها البشر لخلق أهدافهم. القيم هي ما يحفزنا، وقد تشمل العائلة، أو الإيمان، أو حتى التسلية.

بما أن القيم ذاتية، فإن ما يحدده الناس كأشياء هامة للحفاظ عليها ذاتيٌّ أيضاً. على سبيل المثال، تذكرت الفستان الذي ارتديته في حفلة زفاف أختي بيومًا رائعًا.

لكن، عندما لم يعد الفستان يناسبني، تبرعت به لأنه كان أكثر انسجامًا مع قيمي في المنفعة و المساعدة. ربما أولى شخصٌ يقدّر العائلة و الجمال أهمية أكبر للاحتفاظ بالفستان بسبب جماليته وارتباطه بحدثٍ عائليّ.

بالإضافة إلى ذلك، وجدنا أنه بدلاً من تحدي أسباب امتلاك الشخص لشيء ما، من المفيد التركيز بدلاً من ذلك على استنباط أسباب التخلص منه والأهداف التي يسعى إليها من أجل منزله وحياته.

نصائح لتنظيف الماضي

أبحاثي حول استخدام المقابلات التحفيزية للتنظيف وملاحظاتي من تجربة سريرية حول هذه الطريقة تشير إلى بعض الخطوات العملية التي يمكن للناس اتخاذها لتنظيف منازلهم. 🎉

ابدأ بكتابة قيمك. 📝

يجب أن يُشعر كلّ مُنتَج في منزلك بقيمتك. على سبيل المثال، إذا كانت التقاليد والإيمان قيمًا هامّةً لك، فقد تميل أكثر إلى الاحتفاظ بكتاب الطبخ الذي صنعه كبار السن في كنيستك. 📖

وإذا كانت الصحة والإبداع قيمك الأساسية، فقد يكون من الأهمية بمكان الاحتفاظ بكتاب الطبخ الذي يحتوي على طرق مبتكرة لإدخال المزيد من الخضار في نظامك الغذائي. 🥦

يمكن أن يساعد تحديد أهداف مُتّسقة مع القيم لاستخدام مساحتك في الحفاظ على الدافع أثناء التصفية.

هل تُنظّف مكتبك حتى تعمل بكفاءة أكبر؟ هل تُفسح مساحةً على أرفف المطبخ لتحضير كعك مع أحفادك؟ 🎂

تذكر أن قيمك قد تتضارب أحيانًا. في تلك اللحظات، قد يساعدك التفكير في ما إذا كان الاحتفاظ بالمنتج أو التخلّي عنه سيقربك من أهدافك للمكان.

كذلك، تذكر أن القيم ذاتية. إذا كنت تساعد أحدًا من أحبائك في التخلص من الأشياء غير الضرورية، حافظ على موقف فضولي غير مُحكم. فما قد تراه صندوقًا مليئًا بالخردة، قد تراه جدتك صندوقًا مليئًا بـ “حاملات أعواد الثقاب وكنوز أخرى”.

لمزيد من الموارد والمعلومات حول اضطراب التكديس، يرجى زيارة موقع مؤسسة القلق والاضطرابات العصبية الدولية. 🧠

ماري إي. دوثير، أستاذة مساعدة في علم النفس، جامعة ولاية ميسيسيبي

تم إعادة نشر هذه المقالة من موقع المحادثة بموجب ترخيص المشاع الإبداعي. اقرأ المقالة الأصلية. 🔗[رابط المقالة الأصلية]