
اكتشاف علاج واعد للجلوكوما
هل تعلم أن الجلوكوما، مرضٌ يصيب العين، يهدّد ملايين الأشخاص حول العالم؟ يُعاني أربعة ملايين من الأمريكيين من الجلوكوما، وهي حالةٌ مُهدّدةٌ بالعمى تدريجيًّا.
لكنّ الأمل يَنبثق من أبحاثٍ جديدة! فقد اكتشف باحثون طريقةً جديدةً لعلاج هذا المرض المُزعج، وربما ينقذ رؤية الناس قبل فوات الأوان.
“تُعدّ هذه الدراسات بمثابة فرصة ثمينة لإنقاذ بصر ملايين مرضى الجلوكوما.”
فريقٌ بحثيٌّ مُتميّزٌ بقيادة دكتورة راكل ليبرمان، من معهد جورجيا التقني، اكتشف نوعين جديدين من الأجسام المضادة يُحتمل أن تكون لهما أثرٌ كبيرٌ في علاج الجلوكوما.
هذه الأجسام المضادة تستهدف بروتين الميوسيلين، الذي قد يسبب الجلوكوما عند حدوث خللٍ في وظيفته. هذا الاكتشاف يُعدّ قفزةً نوعيّةً في مجال علاج هذا المرض.
نشر الفريق البحثيّ نتائج دراستهم في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم: نيكسوس.
لنفهم ذلك بشكلٍ أوضح: عيناك ككرة سلة، يجب أن يكون الضغط فيها مُتحكمًا به. لكنّ بعض الطفرات في بروتين الميوسيلين قد تُؤدّي إلى تكتّلٍ منه، وبالتالي عِوائقٍ في تصريف السوائل داخل العين، مما يزيد من ضغط العين. هذا الضغط المُرتفع يُؤدي، بدون علاجٍ سريع، إلى اعتلالٍ عصبيٍّ في العين (الجلوكوما) ثم إلى العمى.
كيف تعمل الأجسام المضادة؟ قام فريق ليبرمان بصناعة نوعين جديدين من الأجسام المضادة، كل منها يُدمر بروتين المايوسيلين المُتَطَوِّر بطريقةٍ مُبتكرة. أحدهما يُمنع البروتين من التكتل، بينما يمنع الآخر تجمّعه تمامًا. بهذا، يتمّ كسر البروتين بفعاليةٍ، وتعود حركة السوائل المائية في العين إلى طبيعتها.
تقول الباحثة آليس ما: ” هذه النتائج تُثبتُ مبدأَ العمل أنّ الأجسام المضادة المستهدفة لتكتّل بروتين الميوسيلين قد تكون علاجيةً فعالةً.”
تُشيرُ الدراسة إلى أنّ هذا الاكتشاف قد يُعدّ نموذجًا جديدًا لعلاج أمراضٍ أخرى مرتبطة بتكتل البروتينات، مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون، بل وحتى السكري من النوع الثاني.
هذا البحث المُلهم نتاجٌ لجهدٍ مُستمرٍّ يقارب العقدين من العمل والتعاون مع الباحثة جينيفر ماينارد من جامعة تكساس، الذين ساهموا في اكتشاف الأضداد المضادة للطفرات.
تقول ليبرمان: “إنّ هذا البحث يُمثلّ قفزةً نوعيّةً في مسيرتي المهنية، حيث يُمكننا استخدام هذه المعرفة الأساسية لتطوير علاجاتٍ سريريةٍ ناجعة.”
تَأمُلُ ليبرمان أن تُساعِد الأجسام المضادة في معالجة مرضى الجلوكوما، خاصةً الأطفال. وذلك بالتعاون مع د. ريتشيل نيوسْتين، طبيبة في جامعة إيموري.
” ليس لديها الكثير من الأمل لتقديمه لمرضاها بشأن علاج الجلوكوما، لذا، كانت متحمسة للغاية لأننا يمكننا إجراء بعض التحليل الجيني ونُحدد من سيُساعِد هذه الأجسام المضادة”.
هذا الاكتشاف المُلهم يُمهد الطريق لعلاجاتٍ جديدةٍ وواعدةٍ للجلوكوما، ويفتحُ أبوابًا جديدةً لفهم أمراض تراكم البروتينات الأخرى. تم تمويل العمل من المعاهد الوطنية للصحة.
المصدر: معهد جورجيا للتكنولوجيا