غيّر تويوتا بريوس صناعة السيارات.

في أوائل التسعينيات، أدركت تويوتا أن الوعي البيئي وتشديد لوائح الانبعاثات سيُغيّران مستقبل صناعة السيارات. سعت الشركة جاهدةً لإنتاج سيارة صديقة للبيئة، فعالة، تلبي معايير المستقبل.

في عام 1997، قدمت تويوتا بريوس إلى السوق اليابانية. كانت هذه السيارة أول سيارة هجينة تُنتَجُ بكميات كبيرة عالميًا، تجمع بين محرك البنزين والطاقة الكهربائية لتقليل استهلاك الوقود والانبعاثات. انطلقت بريوس عالميًا عام 2000.

واجه تطوير بريوس تحديات تقنية وسوقية كبيرة، شملت تصميم محرك هجين فعال، وإدارة تكنولوجيا البطاريات، وتجاوز شكوك المستهلكين حول الدمج بين نظام الدفع الكهربائي والمحرك التقليدي. لكنّ تويوتا أصرت، وأثبتت نجاحها وابتكارها.

يقول نوبيو كاوغوتشي، أستاذ في قسم علوم وهندسة الحوسبة بجامعة ناغويا، وعضو IEEE: “بريوس لم تكن فقط أول سيارة هجينة تُنتَجُ بكميات كبيرة عالميًا، بل نجاحها التقني والتجاري حفّزَ سائر شركات صناعة السيارات على تسريع تطوير المركبات الهجينة. ساعدت بريوس على تشكيل دور السيارات الهجينة في سوق السيارات اليوم.” 🚀

تمّ تكريم بريوس بجائزة مميزة من IEEE في 30 أكتوبر خلال حفلٍ في طوكيو، اليابان.

مشروع G21

بدأ تطوير بريوس في عام 1993 مع مشروع G21، الذي ركز على كفاءة الوقود، وانبعاثات منخفضة، وقدرة تحمل التكلفة. بحلول عام 1997، وفقًا لتاريخ تويوتا، نجح مهندسو تويوتا، بما فيهم تاكشي أوتشياما (أب بريوس)، في تحقيق جميع هذه الأهداف.

تميزت بريوس الأولى بتصميم مضغوط وكفاءة ديناميكية هوائية. أتاح نظامها الهجين الثوري انتقالات سلسة بين المحرك الكهربائي الذي يعمل ببطارية هيدريد معدن النيكل والمحرك الاحترافي الداخلي.

استخدمت بريوس فرامل توليدية لتعزيز كفاءة الطاقة. تُلقط هذه الفرامل الطاقة الحركية التي تُفقد عادةً على شكل حرارة عند استخدام الفرامل التقليدية، وتحوّلها إلى شحن كهربائي للبطارية. 🔋

وفقًا لمقال تويوتا حول تقنية الهجين، كان من الإنجازات الرئيسية نظام الدفع الهجين المتناغم، الذي سمح لبريوس بالعمل في أوضاع مختلفة (كهربائي فقط، أو بنزين فقط، أو مزيج من الاثنين) حسب ظروف القيادة.

طور مهندسو تويوتا جهاز تقسيم الطاقة، وهو نظام تروس كوكبي يسمح بانتقال سلس بين الطاقة الكهربائية والبنزين، مما يحسّن الاقتصاد في استهلاك الوقود ويُبسط نظام الدفع.

سجلات الكفاءة في استهلاك الوقود

بعد ثلاثين عامًا من طرحها، لا تزال بريوس أيقونةً للابتكار والمسؤولية البيئية. سجّلت بريوس LE 2024 رقماً قياسياً في كفاءة استهلاك الوقود، حيث استهلكت 2.52 لترًا من البنزين لكل 100 كيلومتر في رحلة من لوس أنجلوس إلى نيويورك (5150 كيلومتر). هذا الرقم يُعزى لسائقٍ يطبق تقنيات قيادة متقدمة لتحسين كفاءة استهلاك الوقود. (هايبيرمايلر). هذه التقنيات تشمل التسارع السلس وتجنب الكبح المفاجئ، والاستفادة من السرعات المثلى للسيارة.

حتى بدون هذه التقنيات، تتميّز طرازات بريوس الحديثة بكفاءة وقود عالية تصل إلى 4.06 لتر لكل 100 كيلومتر.

تُبرز تويوتا تقنية الهجين في كل جيل من بريوس، مُؤكدةً دورها الريادي في كفاءة الوقود والاستدامة.

حدثٌ تاريخي يجمع الشخصيات البارزة

ألقى تاكشي أوتشياما حديثًا موجَزًا في حدث IEEE حول تطوير بريوس، وحضره نخبة من الشخصيات البارزة، مثل: رئيس شركة تويوتا للأنظمة المحركة، ورئيس IEEE لعام 2020، ورئيس لجنة تاريخ IEEE اليابان.

يُعرض لوحٌ تذكاريٌّ مُفصّلٌ للتكنولوجيا في مركز تويوتا التقني القريب من المقرّ، مُوضحًا دور بريوس في تطوير السيارات الهجينة وإنجازاتها.