هل تعلم أن قردة المكاك اليابانية والسناجب الخضراء في جزيرة ياكوشيما اليابانية، تُبديان رابطةً غير عادية؟ تشكل هذه الحيوانات علاقةً تكافليةً فريدة، تُلفت أنظار العلماء و تُثير فضولنا!
تُركب قردة المكاك على ظهور السناجب الخضراء، وكأنها فرسان صغار! و تُنظف السناجب فروها أثناء السير، وتُتاح لها فرصة تناول الثمار التي تسقطها القردة. كما تتغذى السناجب على فضلات القردة، مما يُنظف بيئتها بشكلٍ فعال! ✨
ولكن هل هذا مجرد مصادفة؟ يُشير الباحثون إلى أن هناك تفاعلات مُعقدة بينهما، وإشارات بين الأنواع تُحرك هذه السلوكيات! 😲
يقول البروفيسور سيدريك سوير، خبير في سلوك الحيوانات في جامعة ستراسبورغ: “يبدو أن القردة والسناجب تتبادل الإشارات والفهم! يُحاول كل نوع استغلال تفاعله مع الآخر! 🤝”
هل تعلم أن هذا السلوك ليس مُستغربًا؟ يُلاحظ العلماء أن العديد من الحيوانات تتعلم سلوكيات جديدة من أفراد نوعها. مثلاً، يتعلم النحل كيفية فتح صناديق الألغاز، والغزلان الصغيرة تتعلم أكل العقارب بأمان من والدتها. وحتى الحيتان لها لهجات فريدة في أغانيها! 🎶
يُشير الباحثون إلى هذا النوع من التعلم الاجتماعي على أنه “ثقافة” خاصة لكل مجموعة حيوانية. ويُظهر سلوك القردة والسناجب أن التعلم الاجتماعي يحدث أيضًا بين الأنواع المختلفة! وهذا ما يُطلق عليه “الثقافة المشتركة”! 🤔
يتحدث سوير قائلاً: “يُمكننا أن نرى العديد من الأنواع تُظهر ثقافة مشتركة، لكننا لم نفكر بهذه الطريقة من قبل!”
دراسة هذه العلاقات المعقدة بين الأنواع تُفتح لنا آفاقًا جديدة لفهم سلوك الحيوانات! ربما يكون التعاون بين الأنواع يساعد على تطوير السلوكيات بشكل أسرع، لأن الثقافة تعمل كنوع من الميراث الثاني، مثل الجينات، لتُنقل المعلومات بين الأجيال! 🚀
هناك العديد من الأمثلة الأخرى على هذا النوع من التفاعلات، مثل غربان يلوستون التي تُتبع الذئاب الرمادية للعثور على جثث الحيوانات، أو أنواع مختلفة من الخفافيش التي تتغذى معًا في كوستاريكا، أو أسماك الحبار والسمك المخطط التي تُشكل مجموعات وتصطاد معًا في المحيط الهندي! 🐠
يقول الدكتور جان-بابتيست ليكا، عالم سلوك حيواني: “فكرة أن الحيوانات غير البشرية لها ثقافة كانت لفترة طويلة أمرًا محظورًا، والآن أصبح لدينا أمثلة في كل مكان! 🌍”
يُوضح ليكا أن قردة المكاك ذي الذيل الطويل في إندونيسيا تتعلم سرقة الأشياء القيّمة من البشر، مثل النظارات الشمسية والهواتف الذكية، لتُبادلها بِالطعام! 🧠
على الرغم من ذلك، لا يزال أمامنا الكثير من العمل لفهم كيفية تطور هذه التفاعلات المُتعددة الثقافات! 🔬
تُوافق دوروثي فراغازي، عالمة الرئيسيات، أن هذا المفهوم هو امتداد طبيعي لما نعرفه عن التعلم الاجتماعي، لكن إظهاره ليس بالأمر السهل! 🤔
كيف يمكن أن تصبح التشاركية الثقافية في الحيوانات متطورة ومتقدمة؟ هذا سؤالٌ صعب! 🧐
يقول الدكتور مايكل هوفمان، الذي طور نظرية التشاركية الثقافية مع سوير، “أعتقد أن هذا مقدمة لفكرة لتحفيز الناس على التفكير فيها. نريد أن نتعمق أكثر ونرى ما يختبئ وراءها! 🔍”
يُمكن أن يُغير هذا النموذج الجديد من كيفية فهمنا لسلوك الحيوانات، وربما يُذكرنا أيضًا بأن السلوك البشري ليس فريدًا كما تصورناه من قبل! 🤔
خبرائنا:
- البروفيسور سيدريك سوير: باحث في سلوك الحيوانات في جامعة ستراسبورغ.
- الدكتور جان-باتيست ليكا: أستاذ مشارك في علم النفس في جامعة ليثبريدج.
- البروفيسورة دوروثي فراغازي: عالمة رئيسيات في جامعة جورجيا.
- الدكتور مايكل هوفمان: أستاذ مشارك في مركز بحوث الحياة البرية بجامعة كيوتو.
المصدر: رابط المصدر