قلق الكويكبات: رحلة علم الفلك الممتدة 300 عامًّا لتوقع التصادمات الكونية

قلق الكويكبات: رحلة علم الفلك الممتدة 300 عامًّا لتوقع التصادمات الكونية

في الثامن عشر من فبراير، أعلنت وكالة ناسا أن احتمال اصطدام الكويكب 2024 YR4 بالأرض في عام 2032 قد انخفض إلى 0.004%، بعد أن كان 3.1%. 🤯 هل هذا يعني أنه لن يحدث أي شيء؟ بالطبع لا! الكون مليء بالأسرار، ولا زالت هناك الكثير من المخاطر التي نحتاج إلى دراستها.

تُعتبر فكرة حساب احتمال اصطدام الكويكبات بالأرض من الأمور المهمة في علم الفلك، وتُعدُّ رحلة علمية طويلة امتدت على مدى 300 عام. منذ بداية العلوم الحديثة، سعى العلماء إلى فهم هذه الظواهر الكونية. 🚀

ولادة حسابات المخاطر الكونية

في أوائل القرن الثامن عشر، كانت العلوم في مهده. لم يكن العلماء واثقين من قدرتهم على التنبؤ بالمستقبل بدقة، ولكن هذا لم يمنعهم من محاولة فهم الكون. في تلك الفترة، سخر جوناتان سويفت، في كتابه “رحلات غوليفير” من العلماء الذين يُعتبرونهم “مُهرجين” بسبب توقّعهم مسارات الكواكب بدقةٍ بالغة. 🤨 ولكن، أظهرت الأحداث لاحقًا أن لديهم رؤية نافذة حول مسارات المذنبات.

لكن، كان هناك شخص استمر في البحث، هو إدموند هالي الذي طبق طريقة نيوتن الرياضية لحساب مسارات المذنبات. توقع هالي عودة مذنب يحمل اسمه في عام 1758، بعد مرور 76 عامًا. توقعه كان صحيحًا! 🎉 وهذا أثبت قدرة العلم على التنبؤ.

رغم أن الاحتمالات كانت صغيرة، إلا أن علماء الفلك بدأوا في حساب احتمالات اصطدام الكويكبات بالأرض، وتطوّرت نظرية الاحتمالات الرياضية في وقتها.
أكد بعض العلماء أن احتمال مثل هذه الكوارث صغير جدًا لدرجة تقترب من الصفر.
ومع ذلك، فكر عالم الفلك الفرنسي جوزيف جيرونيم لفيرانوا دو لالاند في احتمال حدوث اصطدام مباشر في عام 1773. ورأى لالاند أيضًا أن تمر المذنبات بالقرب من الأرض بما يكفي لتؤثر جاذبيتها على محيطاتها. 🌊

حَسَبَ عالم الرياضيات الفنلنديّ السويديّ، أندرس يوهان ليكسل، احتمال اصطدام كويكب بالأرض في عام 1770، واقترح أن هذا الحدث يحدث مرة واحدة كل 64,000 عام.
في حين أن هذا الاحتمال كان مقبولاً بالنسبة للعلماء في ذلك الوقت، إلا أن بعض الناس كانوا قلقين من هذا.
وللأسف، كانت هناك بعض المشاكل في إبلاغ المخاطر، إذ كان بعض الصحفيون يُفهمون الاحتمالات بطريقة خاطئة.

بمرور الوقت، و مع تطور العلم، تمّ إثبات أن كوكبنا موجود منذ مليارات السنين، وأن الحياة ربما قد استوطنت عليه. 🌎 وهذا جعل العديد من العلماء واثقين من أن الكوارث الكبرى لم تُصيب كوكبنا في الماضي، وبالتالي، من غير المرجح حدوثها في المستقبل.

ومع ذلك، عادت الكوارث إلى قائمة الخيارات في ثمانينيات القرن العشرين، بعد أن اكتشف العلماء أنّ اصطدامًا ضخمًا قد هَزَّ الأرض من قبل، مما أدى إلى انقراض الديناصورات.

في عام ١٩٩٤، أثبت اصطدام مذنب شوماكر-لفي بمشتري أهمية هذه الدراسة. 🪐 هذه المرة الأولى التي يُشاهَد فيها اصطدام جسم في نظامنا الشمسي، وهذا قد شجع العلماء على فعل شيء حيال ذلك.
لقد زاد الاهتمام بمبادرة ناسا لحماية الفضاء والجهود الدولية الأخرى.

اليوم، يواصل العلماء استكشاف السماء ومسح الأجسام القريبة من الأرض، بحثًا عن أي تهديدات محتملة. ✨