كيف أدى البول إلى تأسيس الكيمياء؟

كيف أدى البول إلى تأسيس الكيمياء؟ 🤔

كيف أدى البول إلى تأسيس الكيمياء؟

في القرن السابع عشر، كان الكيميائيون يبحثون عن سرّ تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب، بحثٌ استمرّ لأكثر من ألف عام. لكن تاجر الكيمياء هنري براند في هامبورغ، ألمانيا، لم يفقد الأمل. ألا يَكْمُنُ سرُّ الذهب في داخل أجسامنا؟ وهل من الممكن استخراجه من البول؟

عام 1669، انطلق براند في رحلةٍ جريئةٍ. تخيلوا! جمع أكثر من 5500 لتر من البول، بمساعدة زوجته الغنية مارغريتا. هل تصدقون؟ ثمّ بدأ عملية الغليان، والتي أدّت إلى تصاعد أبخرةٍ ملأت منزله بالكامل! 💨

كان براند بحاجة إلى كمية كبيرة من البول، لأنّه اعتقد أن كمية الذهب في البول صغيرة جداً. بالتأكيد، لم يُجد براند الذهب، لكنه اكتشف شيئاً مذهلاً. بعد غليان البول وتركيزه، حصل على مادةٍ حمراءٍ مضيئةٍ، اشتعلت في لهبٍ عندما تعرضت للهواء. عندما بردت المادة، تحوّلت إلى اللون الأبيض. لم يكن ذهبًا، لكنّه كان اكتشافاً هاماً! أطلق عليه “الفوسفور” نسبةً إلى لونه المضيء، وأصبح أول عنصرٍ كيميائيٍ يُكتشفُ بعد مئاتٍ من السنين. 💡

يقول أستاذ الكيمياء أندريا سيلا في برنامجٍ وثائقيٍّ لبي بي سي ٤: “يجب أن يكون لدى جيران براند صبرٌ هائلٌ للغاية. لا أعرف كيف كانت حياته العاطفية، لكن لا أتصوّر أنه كان محبوبًا جدًّا!”

على الرغم من عدم تحويل براند الرصاص إلى ذهب، إلا أنه وضع الأساس للكيمياء الحديثة. شارك براند اكتشافه مع العالم الكيميائي روبرت بويل، الذي طوّر طريقة إنتاج الفوسفور، واستخدمه لإنتاج النار حسب الطلب، أي عود الثقاب! 🔥

سجّل بويل اكتشافاته في كتابه الشهير *الكيميائي المتشكك*، والذي يعتبر اليوم أول كتاب كيمياء حقيقيّ. بهذه الطريقة، أدخل بويل فكرةَ تبادل المعرفة العلمية بشكلٍ علنيٍّ، مما أسّس لقاعدة أساسية في العلم الحديث. 📚

يقول الفيزيائي النووي جيم آل خليل: “كان براند يبحث عن الثروة، لكنه كشف عن مفهوم أساسيّ: العناصر مخفية في عالمٍ خفيٍّ.” 🔎

من ٥٥٠٠ لتر من البول، تم استخراج ١٢٠ غرام من الفوسفور فقط! ولأن براند لم ينجح في تحويل الرصاص إلى ذهب، باع سرّ إنتاج الفوسفور ليردّ بعضًا من نفقاته. هذا النجاح المبكر، أسس لقصة نجاح للكيميائيين المُبتَكِرِين والمُطوّرين للمعرفة في وقت لاحق.