اصطدام كويكب قديم ينحت واديين عملاقين على القمر 🌕
كشفت أبحاثٌ جديدةٌ عن سرّ نحت واديين عملاقين على الجانب البعيد من القمر.
يُعَدّ هذا الاكتشاف بمثابة نقلة نوعية في دراسة علم الفلك، خاصةً مع اهتمام وكالة ناسا بهبوط رواد فضاء في القطب الجنوبي للقمر، بحثًا عن صخورٍ قديمةٍ محفوظةٍ بشكلٍ جيدٍ.
قام فريقٌ من العلماء الأمريكيين والبريطانيين بتحليل صورٍ وبياناتٍ من مسبار الاستطلاع المداري للقمر التابع لناسا.
خلصت النتائج إلى أن كويكبًا ضخمًا اصطدم بالقمر قبل حوالي 3.8 مليار سنة، مُنتجًا هذين الواديين الضخامين.
تم نشر الدراسة في مجلة Nature Communications.
تُظهر الدراسة أنّه عند اصطدام الكويكب، اندلعت سحابة هائلة من الصخور المتطايرة بسرعةٍ فائقةٍ تقترب من كيلومتر واحدٍ في الثانية.
تشابهت حفر الصخور المتساقطة في سرعتها وعنفها مع الصواريخ المُطلقة من مدافعٍ ضخمة.
خلق هذا الاصطدام واديين مُذهلين، يماثل حجم أحدهما تقريبًا حجم وادي جراند كانيون الشهير في الولايات المتحدة الأمريكية، في زمنٍ قياسيٍّ يُقدّر بأقل من عشر دقائق.
“لقد كانت عملية جيولوجية عنيفةً، ودراماتيكيةً للغاية”، يقول ديفيد كرينج، الكاتبُ الرئيسيُّ للدراسة، من معهد القمر والكواكب في هيوستن.
يُقدّر كرينج وفريقه أن حجم الكويكب كان يصل إلى 15 ميلًا (25 كيلومترًا).
وتُعادل الطاقة المُطلقة خلال الاصطدام أكثر من 130 ضعفٍ مخزون العالم من الأسلحة النووية!
من المثير للاهتمام أن معظم الحطام المُطْرَد انطلق باتجاه منطقة بعيدة عن القطب الجنوبي للقمر.
هذا الأمر يُسهل مهمة ناسا، حيث ستُتيح هذه المنطقة المحمية من الحطام، لروّاد الفضاء جمع عيناتٍ صخريةٍ تعود إلى أكثر من 4 مليارات سنة.
هذه الصخور قيّمةٌ للغاية، لأنها تُتيح لنا فهم أصول القمر، وربما حتى أصول الأرض ذاتها.
هل ستكون هذه المناطق المُظلّلة دائماً على القطب الجنوبي مأوى للجليد مثلًا ؟!
يُرجّح كرينج أن يتم دراسة هذا الأمر بشكلٍ أكبر في الأبحاث المُقبلة.
تُعدّ هذه المناطق المُظلّلة دائماً من المواقع المُثيرة للاهتمام، إذ يُعتقد أنها تحتوي على كمياتٍ كبيرةٍ من الجليد.
سيكون هذا الجليد مصدرًا هامًا للماء ووقود الصواريخ في رحلاتِ الفضاء المُستقبلية.
يهدف برنامج أرتميس التابع لناسا إلى إعادة روّاد الفضاء إلى القمر في هذا العقد.
وسيُمثل هبوط روّاد الفضاء بدايةً جديدةً في استكشاف الفضاء، و إنجازٍ عظِيمٍ في تاريخ البشرية، و إنجازًا علميًا جديدًا.
المصدر: موقع WKRC TV سينسيناتي