هل تؤجل مهامك بانتظام؟ لا تقلق! ملايين الناس يواجهون نفس التحدي. يُقدّر أن 20% من البالغين، وحتى أكثر من 50% من الطلاب، يُؤجِّلون مهامهم بانتظام. 🤔
لماذا يحدث هذا؟ هل هو مجرد كسل، أو سوء إدارة الوقت؟ لا، يقول الخبراء إن الأمر يتعلق بـ علم النفس! حتى أن الباحثين وجدوا أدلة على هذه السلوكيات في الحمام! 🚽 (نعم، هذا حقيقي!)
دعونا نتعلم معًا كيف نتغلب على هذه العادة السيئة. بمساعدة بروفيسورة فوشيا سيرويس، خبيرة في علم نفس التأجيل، إليك دليلًا بسيطًا وفهمًا عميقًا للسبب وراء تأجيلنا للمهام.
ما الذي يُسبب تأجيل المهام؟
ربما تفكر: “الكسل هو السبب.” ولكن، لا تدعم الدراسات هذا الاعتقاد. تقول الباحثة سيرويس: “ليس سوء إدارة الوقت هو السبب، بل إدارة المزاج هي العامل الرئيسي في التأجيل. إنها في الواقع مشكلة عاطفية أكثر من كونها مشكلة تنظيمية.”
عندما تواجه مهمة صعبة، ينشط جزء من دماغك يُعرف باسم اللوزة، وهو المسؤول عن معالجة العواطف والتهديدات. لهذا، قد تُنشط استجابة “الهرب أو القتال”، وتجد نفسك مُسوّفًا. 😲
الأشخاص الذين يتسويفون بشكل مزمن، يُظهرون حجمًا أكبر من المادة الرمادية في اللوزة. هذا يعني أنهم أكثر حساسية للعواقب السلبية، مما يؤدي إلى مزيد من المشاعر السلبية والتسويف.
عامل آخر يُساهم في التأجيل هو التفكير الزمني (مدى قربك من رؤية نسخةك المستقبلية من نفسك). ووجدت الدراسات أنك قد تتخيل نسخة المستقبل من نفسك كشخص مختلف تمامًا. 🤯
هل هذا يعني أنك ستصبح شخصًا سيئًا إذا تأخرت في مهمة؟ بالتأكيد لا! فكلنا نُعاني من هذا الشعور، لكن لحسن الحظ، هناك طرق لتغيير ذلك.
هل التأجيل ضار بصحتك؟
بالتأكيد! التأجيل يمكن أن يُسبب العديد من المشكلات الصحية، أكثر من مجرد تفويت المواعيد النهائية. تُشير دراسات الباحثة سيرويس إلى أن الأشخاص الذين يتأخرون بشكل مزمن يعانون من مستويات أعلى من التوتر، وعدد أكبر من المشكلات الصحية. من مشكلات الجهاز الهضمي إلى الصداع، بل حتى ارتفاع ضغط الدم وارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب. 😔
وليس ذلك فقط! يؤدي التأجيل إلى انخفاض احترام الذات، ويُؤثر على أدائك في الدراسة والعمل، وحتى سلوكيات السلامة المنزلية! (مثال: التحقق من عمل جهاز إنذار الحريق!) 🏠
كيفية وقف تأجيل المهام
هناك طرق فعّالة لمواجهة تأجيل المهام. أحدها هو تقسيم المقاييس الزمنية الكبيرة إلى أجزاء أصغر، ليُصبح العمل يبدو أكثر إلحاحًا.
ولكن، يُركزت سيرويس على طريقتين أساسيتين: الرحمة الذاتية وإعادة صياغة المعرفة. الرحمة الذاتية تساعدك على التوقف عن الحكم على نفسك بقسوة. وإعادة صياغة المعرفة تعني إيجاد معنى في المهمة، سواء كان ذلك متعلقًا بك أو بآخرين. 💪
كما وجدت سيرويس علاقة قوية بين تأجيل المهام وانخفاض مستوى التعاطف الذاتي. مارس اليقظة الذهنية لتُحسّن من تعاطفك مع نفسك. تمارين اليقظة الذهنية تُساعدك على الحصول على بعض المنظور، وتُمنعك من الانجرار في مشاعر سلبية تجعلك تُؤجل العمل.
تُشجع سيرويس أيضًا إعادة تقييم المهمة والبحث عن معنى فيها. فكر في كيف سيكون إكمالها ذا قيمة بالنسبة لك وللآخرين. هل يساعدك على النمو الشخصي؟ إن إيجاد المعنى يربطك بالمهمة، ويُحفزك على إنجازها.
المصدر: sciencefocus.com