لغز منطقة الإهمال في علم الفلك 🔭
منذ اكتشافها، كانت دوامات الكون الكبرى لغزًا هائلاً. معظم السُدم – السدم الداكنة، وعناقيد النجوم، والسدم الكوكبية – موجودة في كل مكان، تقريبًا. لكن لماذا يوجد قليل من المجرات الحلزونية في منطقة معينة من السماء؟
تُعرف هذه المنطقة، التي تقع بالقرب من مستوى مجرة درب التبانة، بـ “منطقة الإهمال” (Zone of Avoidance). لأن السماء تزدحم بالغبار والنجوم في هذه المنطقة، يصعب رصد المجرات الحلزونية في هذه المنطقة باستخدام الضوء المرئي.
توجد غيوم كثيفة من الغبار والغاز في هذه المنطقة، مما يجعل الضوء المرئي من المجرات البعيدة غير واضح. لكن علم الفلك بالأشعة تحت الحمراء فتح نافذة جديدة لفهم هذه المنطقة.
باستخدام تلسكوبات الأشعة تحت الحمراء، يمكننا اختراق هذه السحب الغبارية ورؤية المجرات خلفها! 🤔
في العشرينيات من القرن الماضي، اكتشفنا أن المجرات الحلزونية والبيضاوية هي مجرات خارج مجرتنا. وقد أظهرت الدراسات الأخيرة التي استخدمت الأشعة تحت الحمراء، توزيعًا متجانسًا للمجرات في كل أنحاء السماء، بما في ذلك في منطقة الإهمال.
أظهرت عمليات المسح في الأشعة تحت الحمراء، مثل 2MASS و WISE، العديد من المجرات في منطقة الإهمال. تُظهر هذه البيانات، أن توزيع المجرات متجانس، ولا يوجد فرق بين منطقة الإهمال و المناطق الأخرى من الكون.
مجرات مثل Maffei 1 و Maffei 2، اكتُشفت في منطقة الإهمال باستخدام تلسكوبات الأشعة تحت الحمراء. هذه المجرات كانت مخفيةً عن أعيننا في الضوء المرئي، بسبب الغبار.
وكل ما نحتاج إليه هو البحث في موجات الضوء الأخرى، مثل الأشعة تحت الحمراء، لاكتشاف ما هو مختبئ وراء الغبار.
ولكن، ما الذي يجعلها مهمة؟ 🤔 ببساطة، تظهر الآن، بفضل مسح الأشعة تحت الحمراء في منطقة الإهمال، أن الكون متجانس في كل مكان. هذا يعني أن الكون متساوٍ في جميع الاتجاهات، وهذا ما يفهمه علماء الفلك الآن بشكل أفضل.
لذا، توقف عن “إهمال” منطقة الإهمال، فهي مليئة بالمعلومات الجديدة التي تساعدنا على فهم الكون بشكل أفضل! 🚀