التخريب الذاتي – المعروف أيضًا باسم “إعاقة الذات” لدى علماء النفس – هو عندما تقوم عمدًا بأشياء من المحتمل أن تضر بفرص نجاحك، سواء في سياق الاختبارات الأكاديمية، أو الأداء في العمل، أو الرياضة، أو العلاقات.
على سبيل المثال، لنفترض أنك تختار عمدًا عدم التدرب على عرض تقديمي في العمل. أو لديك سباق جري قادم، وتقرر عدم التدرب عليه. وفي سياق العلاقات، ربما تقرر تجاهل رسائل شريكك النصية، على الرغم من أنك سعيد في العلاقة.
في كل هذه الحالات، قد يبدو التصرف بهذه الطريقة غريبًا ومدمراً للذات. لكن الأبحاث تشير إلى وجود منطق وراء التخريب الذاتي: إنه شيء يفعله الناس غالبًا كوسيلة لحماية احترامهم لذاتهم وتخفيف مخاوفهم من الفشل أو الهجر.
فعلى سبيل المثال، لنفترض أنك تجنبت عمدًا القيام بأي تحضير لعرضك التقديمي في العمل، ونتيجة لذلك، سارت الأمور بشكل سيء للغاية. يمكنك أن تُنسب هذا الفشل إلى عدم استعدادك، بدلاً من أن يُشير عرضك التقديمي إلى أي شيء أساسي عنك كشخص أو عن مهاراتك. وبالمثل، إذا احتللت المركز الأخير في سباق الجري، فيمكنك أن تتجاهل تلك الكارثة على أنها ناتجة عن عدم قيامك بأي تدريب.
في حالة تجاهلك لرسائل شريكك النصية، إذا قرر الانفصال عنك، يمكنك أن تُنسب هذا الرفض إلى حقيقة أنك كنت تتجاهله – بدلاً من أن يكون الانفصال له علاقة بعدم إعجابه بك بعد الآن أو اختياره الذهاب مع شخص آخر.
باختصار، التخريب الذاتي هو وسيلة لحماية الأنا من خلال إعداد عذر مثالي إذا حدث الفشل أو الرفض.
يُرجّح أن يلجأ الأشخاص الذين يعانون من الخوف من الفشل و/أو انخفاض تقدير الذات إلى التخريب الذاتي بهذه الطريقة. ففي المدى القصير، قد يساعدهم ذلك حتى على الشعور بتحسن تجاه أنفسهم، وهو وسيلة لحماية صورتهم في نظر الآخرين. لكنها استراتيجية غير مستحسنة، لأنه في المدى الطويل، ستزيد فرصك في الفشل والرفض بلا شك. [[LINK3]]
كيفية وقف التخريب الذاتي
لو كنت ترغب حقًا في تقديم عرض تقديمي جيد، لكان من الأفضل لك أن تُعدّ له؛ وللفوز بالسباق، كان يجب عليك التدريب؛ ولو كنت تأمل حقًا في البقاء مع شريك حياتك، ما كان ينبغي لك بالتأكيد أن تزعجه بتجاهل رسائله النصية.
إذا كنت قد وقعت في عادة تخريب الذات، فسيستغرق الأمر بعض الوقت لكسرها، ولكن نهجًا أكثر صحة في متناول يديك. إحدى الاستراتيجيات التي ستساعد هي تبني ما يسمى بـ “عقلية الإتقان”، والتي تتضمن رؤية التحديات كفرصة للتعلم والتحسين، بدلاً من اعتبارها حكمًا قاطعًا على مهاراتك أو قيمتك الجوهرية. بذل قصارى جهدك في عرض العمل أو سباق الجري، وإذا لم يسر الأمر على ما يرام، فكر فيما يمكنك فعله بشكل أفضل في المرة القادمة.
ومن الاستراتيجيات المفيدة الأخرى ممارسة التعاطف مع الذات، والذي يتضمن معاملة نفسك بنفس اللطف الذي تتعامل به مع صديق مقرب أو قريب، والاعتراف بأن قيمتك الذاتية لا تعتمد على أي رأي أو نتيجة علاقة معينة.
إذا شعرت بأنك تقترب من شريك حياتك العاطفي، حاول أن تشعر بالراحة تجاه تلك المشاعر من الضعف، وذكّر نفسك بأنه إذا انتهت العلاقة في يوم من الأيام، فهذا لا يعني بالضرورة أنك شخص مكسور أو غير محبوب.
اقرأ المزيد:
سؤال من: سامانثا أوسبورن، عبر البريد الإلكتروني
لإرسال أسئلتك، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان [email protected] (لا تنسَ تضمين اسمك وموقعك)