لماذا تُنشئ الصين مفاعلًا ذريًا من الملح المنصهر باليورانيوم؟

لماذا تُنشئ الصين مفاعلًا ذريًا من الملح المنصهر باليورانيوم؟

بعد انقطاع نصف قرن، عادت الطاقة النووية كبديل للوقود. الصين تُخطط لبناء مفاعل تجريبي قائم على الثوريوم والملح المنصهر في صحراء جوبي. 🧑‍🔬

يُدار المشروع من قبل معهد شنجهاي للفيزياء التطبيقية (SINAP) التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، ويتوقع جاهزيته للعمل بحلول عام 2030. ✅ هذا بناءً على تقرير تقييم الأثر البيئي الصادر عن الأكاديمية في أكتوبر. 🌱 يُعدّ هذا المشروع نسخة تجريبية أكبر من النسخة السابقة التي بدأت عام 2021. 🚀

تُضع الصين جهودها في طليعة كل من توليد الوقود القائم على الثوريوم ومفاعلات الملح المنصهر. 🔥 وهناك العديد من الشركات في أماكن أخرى من العالم تُعد خططًا لهذا النوع من الوقود أو المفاعل، ولكن لم يُشغّل أي منها حتى الآن.

قبل مشروع الصين التجريبي، كان آخر مفاعل ملح منصهر مُشغّل هو تجربة مفاعل الملح المنصهر في مختبر أوك ريدج الوطني، والذي عمل باليورانيوم.
وقد توقّف عن العمل عام 1969.

الثوريوم-232، وهو أكثر وفرة على الأرض من اليورانيوم-235 المُستخدم عادةً في الوقود النووي، موجود في الصخور النارية ورمال المعادن الثقيلة. 🪨 ولكنه ليس قابلًا للانشطار مباشرةً. لذلك يجب تحويله أولاً إلى اليورانيوم-233 القابل للانشطار.

تطورات الصين في مفاعلات الثوريوم

جاذبية الثوريوم تكمن في قدرته على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة من خلال تقليل الاعتماد على اليورانيوم، لا سيّما بالنسبة للبلدان مثل الهند التي تمتلك احتياطيات ضخمة من الثوريوم. 🇮🇳 لكن الصين قد تستخرجه بطريقة مختلفة: حيثُ يُعدّ العنصر ناتجًا ثانويًا لصناعة المعادن النادرة الضخمة في الصين. سوف يُوفّر استخراجه إمدادات لا تُحصى تقريبًا من الوقود. وبالفعل، تخطّط مقاطعة غانسو الصينية لتطبيقات بحرية وفضائية لهذا المصدر المستقبلي للطاقة. 🪐

توجد تفاصيل تقنية قليلة حول مفاعل الصين، ولم تستجب شركة SINAP لطلبات الحصول على معلومات. يذكر تقرير الأثر البيئي لأكاديمية العلوم الصينية أن قلب المفاعل سيكون ارتفاعه 3 أمتار وقطره 2.8 متر. وسيعمل عند درجة حرارة 700 درجة مئوية، وسيكون له إنتاج حراري قدره 60 ميجاواط، بالإضافة إلى 10 ميجاواط من الكهرباء.

مفاعلات التكاثر بالملح المنصهر هي أكثر التصاميم قابليةً للتطبيق لوقود الثوريوم، حسبما ذكر عالم النووي شارلز فورسبيرغ.

ولكن العديد من التحديات تأتي مع استخدام الثوريوم. أحد أهمها هو التعامل مع خطر الانتشار، لأنه عندما يتحول الثوريوم إلى اليورانيوم-233، يصبح قابلًا للاستخدام في الأسلحة النووية. 💣

سحر الوقود الثوري في قطاع الطاقة النووية

معظم المجموعات التي تُطوّر مفاعلات الأملاح المنصهرة تركز على اليورانيوم.
بعض الأمثلة :
موارد ناتورا، جامعة أبيلين المسيحية، كايروس باور.

ولكن الصين ليست وحدها في طموحاتها. يبدي أكثر من دولة اهتمامًا بالثوريوم في وقت ما أو آخر.
وتوجد طرقٌ لتقليل المخاطر. مثل: كوبنهاجن أتوميكس التي تهدف حاليًا إلى تطوير مفاعلٍ ذي أملاح منصهرة قائمٍ على اليورانيوم.
و كليين كور ثوريوم إنرجي التي طورت وقودًا ممزوجًا من اليورانيوم المُعزّز للمفاعلات.

قد تكون العقبات السياسية والتقنية قد طغت على أبحاث وقود الثوريوم ومفاعل الملح المنصهر في العقود الخمسة الماضية، لكن كليهما عادا بالتأكيد إلى طاولة التصميم.