هل سمعت أن 7-9 ساعات نوم ضرورية؟ نعم، يُكرر الجميع ذلك، وكأنها قاعدة ثابتة، لكن هل هي كذلك؟ هل يُعاني الجميع من مشاكل صحية عند النوم أقل؟ ليس بالضرورة! في الحقيقة، اكتشف العلماء مؤخراً نوعاً فريداً من الناس يحتاجون إلى نوم أقل دون أي آثار سلبية.
يُطلق على هؤلاء “قُصار النوم” 😴، وهُم مُصممون وراثياً على الحاجة لأربع إلى ست ساعات نوم فقط في الليلة! 🤔. الشيء المهم بالنسبة لهم هو جودة النوم وليس كميته. وإذا تمكن العلماء من فهمهم، فقد يُحدث ذلك ثورة في فهمنا للنوم نفسه.
يقول دكتور لويس بيتاك من جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو: “نحن لا نفهم النوم جيداً، وحتى غرضه. وهذا أمرٌ مُدهشٌ حقاً، عندما نعلم أن الشخص العادي ينام ثُلث حياته!”.
في السابق، اعتقد العلماء أن النوم هو مجرد فترة راحة، لكن البحوث الحديثة أظهرت أن النوم عملية معقدة وحيوية جداً. خلال النوم، تُعيد أجسامنا وأدمغتنا شحن الطاقة، وتُزيل النفايات، وتُنشط الذاكرة. لذلك، الحرمان من النوم له عواقب صحية خطيرة.
اكتشف العلماء طفرة جينية في بعض العائلات تؤثر على حاجتهم للنوم. وهذه العائلات تحتاج إلى ساعات أقل بكثير من النوم ولكنها لا تعاني من أي مشاكل صحية.
ووجد العلماء أن هذه الطفرات مرتبطة بـ جين يسمى DEC2. وهذا الجين يساعد في التحكم بمستويات الأوركسين – هرمون يُحفز اليقظة. وفي حالات قصر النوم، يبدو أن إنتاج الأوركسين قد زاد، مما يفسر قدرتهم على العمل بفعالية رغم نومهم القصير.
الآن، يعتقد بعض الباحثين أنه حان الوقت لتحديث نموذج النوم ثنائي العملية، وإضافة عامل ثالث: الدافع السلوكي. فربما يتمكن قُصار النوم من التغلب على العمليات الفطرية التي تُبقي الآخرين في السرير، أو ربما أدمغتهم مُصممة للكفاءة العالية.
ما هي أسرار هذه الكفاءة؟ ربما ينامون بشكل أكثر كفاءة، أو ينتجون المزيد من السائل النخاعي الذي يُزيل النفايات في الدماغ، أو قد يكون معدل الأيض لديهم مختلفاً. العلماء لا زالوا يبحثون عن إجابات.
تشير الدراسات إلى أن قُصار النوم قد يتمتعون بصحة أفضل و قد يعيشون لفترة أطول! 🤔.
ولكن، مهم جداً أن نُدرك أن لكل شخص حاجته من النوم، وعلينا أن نُولي اهتماماً بمتطلبات نومنا الشخصية.
المصدر: المصدر