همْ مُتَحَابّون ومُهدّدون بالانقراض. تعرّفوا على أصغر قرد في العالم: قردة المارمويت القزم.

رحلةٌ مُذهلةٌ نحو أصغر قرد في العالم

في قلب غابات الأمازون، توجد قرود المارمويت القزمية، كائناتٌ صغيرةٌ مُتَحَابّةٌ ومُهددة بالانقراض. تُعدّ رحلةٌ مثيرةٌ لاكتشاف عالم هذه المخلوقات الصغيرة الفريدة.

قرود مارمويت قزمية في بيئتها الطبيعية

كان منتصف الليل في كيتو، وتحت ضوءِ مصباح الشارع، انتظرنا لقاء ستيلا دي لا تور، خبيرة عالمية في قرود المارمويت القزمية. معها، انطلقنا في مغامرةٍ عبر الغابة، حيث بدأت مظاهرُ الحياة المُتنوّعة تتجلّى أمام أعيننا.

هذه القرود، أصغر قرود العالم، صغيرةٌ جدّاً، وكأنّها قطعٌ صغيرة من الفراء. فهي تحبّ تناول الصمغ اللاصق الموجود في لحاء الأشجار، مُعروفةً باسم آكلات المطاط. تتميّز هذه القرود بعلاقاتِ تعاونٍ قوية، إذ غالباً ما تُولد صغارها في أزواج، وتُرْضِعُها الأمهات، وتُحْمِلُها الآباء، وتُراقبها أخواتها وإخوتها. 🐒

تعيش هذه المجموعات العائلية الصغيرة في مجموعاتٍ تضم نصف دزينة أو أكثر، وحتى الكبار منها يتشاركون في البحث عن شركاء. وللمجموعات المختلفة لهجاتٌ مختلفة، تختلف نغماتهم في الطول والتردد، وهو أمر مثير للاهتمام! كما أنهم يلهثون مثل الأطفال البشريين، سواء لجذب انتباه والديهم أو لتعلم لهجة المجموعة. يُعدّ لدي لا تور من أهم خبراء قرود المارمويت القزمية، وقد وثّقت كيف تتواصل هذه القرود الصغيرة.

ستيلا دي لا تور في متنزه ياسوني الوطني

ستيلا دي لا تور، خبيرة عالمية في القرد القزم، تفحص الأشجار في متنزه ياسوني الوطني، وهو جزء من محمية التنوع البيولوجي التابعة لليونسكو في الإكوادور.

واجهت قرود المارمويت القزمية تحدياتٍ كبيرةٍ، إذ تزداد مخاطر الانقراض بسبب تدمير الموائل، إضافة إلى صعوبة العثور عليها لأنّ موائلها تقتصر على غابات الصالات على ضفاف الأنهار في حوض الأمازون. و يزداد هذا التحدي بسبب رغبة البشر في بناء منازل قربها، إضافةً إلى الزراعة وصناعة النفط.

خلال السنوات الماضية، لاحظت دي لا تور اختفاءً في أعداد هذه القرود. في إحدى المناطق المختارة لدراستها، لم تعد قادرة على العثور على سوى مجموعة واحدة فقط من بين سبع مجموعات درستها عام 2012، بعد مرور عشر سنوات. حتى أنّ الحمايات المفترضة لهذه المنطقة ما زالت تحتوي على استثناءات للشركات النفطية والمجتمعات الأصلية.

ورغم إدراج هذه القرود في القائمة الحمراء للأنواع المُهددة بالانقراض في الإكوادور، يثير الأمر جدلاً بين العلماء حول مصيرها في البلدان الأخرى. ما زال من الصعب الحصول على بيانات دقيقة حول أعداد هذه الأنواع الصغيرة الحجم.

لقد وجدناها! 🔍 في المغامرة، انخرطنا في رحلةٍ مُذهلةٍ عبر الأمازون، حيث قابلنا، ونتيجة لذلك، قرود المارمويت القزمية في بيئتها الطبيعية. لقد كانت لحظاتٌ لا تُنسى!

قرود مارمويت قزمية في بيئتها الطبيعية

وفي النهاية، لقد رأينا قرود المارمويت القزمية وهي تتفاعل مع بيئتها وتُظهر سلوكياتها الفريدة. نأمل أن تُلقي هذه الرحلة الضوء على أهمية الحفاظ على هذه الكائنات الصغيرة الرائعة.