هُبل يكشف رحلة الكربون بين المجرات قبل أن يصبح جزءًا منا

هُبل يكشف رحلة الكربون بين المجرات قبل أن يصبح جزءًا منا

رحلةٌ كونيةٌ للكربون!

قال كارل ساغان، “نحن مصنوعون من غبار النجوم”، ولكن هل تخيلتم مدى رحلة هذا الغبار النجمي قبل أن نصبح جزءًا منه؟ 🌌

أظهرت بيانات هابل الجديدة أن بعض الكربون الذي يشكل أجسامنا الآن، قد سافر مئات الآلاف من السنين الضوئية خارج مجرتنا، ثم عاد! 🤯

العناصر الأثقل من الهيليوم تولد في قلوب النجوم الضخمة، ثم تطلق في الكون عند انفجارها كمستعرات عظمى. هذه العناصر تُستخدم في تكوين جيل جديد من النجوم والكواكب. رحلة مثيرة حقًا! 🚀

لكن اتضح أن هذه العناصر يمكن أن تأخذ رحلاتٍ طويلة ومُذهلة. تُظهر دراسة جديدة أن الكربون ينطلق من المجرة إلى سحابة غاز هائلة من الغاز المحيط تسمى الوسط بين المجرات (CGM)، قبل العودة! 😲

يقول عالم الفلك جيسيكا ويرك من جامعة واشنطن: “تطور المجرات، وطبيعة احتياطي الكربون المتاح لتشكيل نجوم جديدة، مثير للاهتمام. ربما كان نفس الكربون الموجود في أجسامنا قد قضاَ فترةً خارج المجرة!” ✨

استخدم الفريق بيانات هابل لتحليل الوسط بين المجرات لـ 11 مجرةً مُنتجةً للنجوم، مُكتشفين إشارات قوية للكربون على بُعد 391,000 سنة ضوئية من المجرة. قرص درب التبانة المرئي يبلغ عرضه حوالي 100,000 سنة ضوئية. تخيلوا هذه المسافات الهائلة! 🪐

يقول عالم الفلك سامانثا غارسيا، من جامعة واشنطن، والمؤلف الرئيسي للدراسة: “فكّر في الوسط بين المجرات كمحطة قطار عملاقة، فهو يدفع باستمرار المواد للخارج ويجذبها للداخل. العناصر الثقيلة تُدفع خارج مجرتها، ثم تُسحب مرة أخرى، متابعة دورة تكوين النجوم والكواكب.” 🔄

The Carbon in Our Bodies Has Been on an Intergalactic Journey

رسم بياني يُوضّح كيف يُكتشف هابل الكربون في الوسط بين المجرات
رسم بياني يُوضّح كيف يُكتشف هابل الكربون في الوسط بين المجرات. (ناسا/وكالة الفضاء الأوروبية/أ. فيلد)

يتفاعل كل عنصر مع الضوء بطريقة فريدة، بحيث يمتصُّ موجات طولية معيّنة، أو ألوانًا، أكثر من غيرها. يمكن تحليل هذا الطيف لكشف العناصر الموجودة في منطقة فضائية بعيدة. 🔬

بهذه الطريقة، عثر الفريق على هذا الكربون المتجول، باستخدام مُطياف أصول الكون التابع لهُبل. اكتشف الباحثون بصمة الكربون في الغلاف الجوي الخارجي للمجرات، مُقدّرين الحد الأدنى من الكتلة بحوالي 3 ملايين كتلة شمسية هناك. 💫

ليس كل المجرات موطنًا لهذه الأحزمة الناقلة الهائلة. المجرات المُشكّلة للنجوم تتحرك عبر كميات أكبر بكثير من الكربون من المجرات “الهادئة”. هذا يتوافق مع الملاحظات السابقة التي أظهرت أن الغلاف الجوي الخارجي للمجرات المُشكّلة للنجوم كان يحتوي على المزيد من دورة الأكسجين. 🤔

“نؤكد الآن أن الوسطَ بين المجرات يُمثِّل خزانًا ضخمًا لكلٍّ من الكربون والأكسجين. و على الأقل في المجرات المُنتِجة للنجوم، نُشير إلى أن هذا المادة تعود إلى المجرة لمتابعة دورة إعادة التدوير.” يقول غارسيا. 🔄

بما أن درب التبانة لا تزال تُنتج نجومًا، فقد انطلق الكربون والأكسجين الموجودين حولنا في هذه الرحلة بين المجرات على الأقل مرة واحدة. 🚀

قد تُمكِّن دراسة هذه الدورات المجريّة علماء الفلك من فهم أفضل لكيفية تكوين وتطور المجرات، وكيفية اندماج المجرات، و ما يحدث عندما تندمج المجرات. 🤔

الكربون الذي يتكون منه “غبار النجوم” لم يستقرّ على الفور. بل أمضى شبابه في رحلةٍ لا تُصدّق حول المجرة، قبل العودة إلى الوطن وتشكيل الأرض والنباتات، وحتى نحن. 🌎

نُشرت الدراسة في مجلة *رسائل الفيزياء الفلكية*.