الصحراء بيئة قاسية، شديدة الحرارة نهارًا وباردة ليلاً، مع نباتات قليلة وظلال محدودة، وتضاريس قاسية، وقلة المياه. تكيّف البشر البدائيون مع هذه الظروف القاسية للبقاء على قيد الحياة.

كان البقاء في الصحراء أصعب بكثير على أسلافنا الأوائل، مقارنةً بسهولة حياتنا الآن مع المنازل والماء المعبأ. كان عليهم إيجاد طرق للبقاء رطبين والابتعاد عن الشمس والحصول على الطعام والمأوى.

يعتقد العديد من الباحثين أن الإنسان العاقل هو الذي تكيّف مع الحياة في الصحراء، ولكن دراسة حديثة تُشير إلى أن البشر البدائيين قد تكيّفوا مع الحياة في الصحراء قبل ذلك بكثير مما كان يُعتقد.

سكان الصحراء القدماء 🏜️

نشر فريق بحث دولي في مجلة Nature Communications Earth & Environment نتائج تُشير إلى أن الإنسان المنتصب عاش في الأراضي القاحلة في شرق أفريقيا.

تشير الأدلة المُجمعة في إنغاجي نانيري في وادي أولدوباي بتنزانيا إلى أن الإنسان المنتصب ازدهر في هذه الظروف القاحلة قبل أكثر من مليون سنة، قبل ظهور الإنسان العاقل.

بقاء النوع 🧬

انقرض الإنسان المنتصب حاليًا، لكنه عاش لأكثر من 1.5 مليون سنة، مما يجعله نوعًا ناجحًا من حيث البقاء في قصة التطور البشري. حسبما قال البروفيسور مايكل بيتراجليا، في بيان صحفي.

جمع الباحثون البيانات من خلال اختبار الأدلة البيوجيوكيميائية والبيئية القديمة والأثرية. أوضحت النتائج أن الإنسان المنتصب عاش في بيئة شبه صحراوية. ووجدوا أدلة على أنهم هاجروا بين مصادر المياه للحصول على الماء، وهذا أساسي لبقائهم وتكيّفهم.

اكتشف الباحثون أدوات حجرية متخصصة مثل المكاشط والأداة المُحفورة. ربما استخدموها لتنظيف وتقطيع الحيوانات بكفاءة أكبر.

في السابق، كان يُعتقد أن هذه التكيفات كانت مرتبطة بالهومينينات المتأخرة، مثل الإنسان العاقل. لكنَّ الدراسة تُعيد تعريف دور الإنسان المنتصب كمتخصص بيئي ازدهر في بعض أكثر المناظر الطبيعية تحديًا في العصر الجليدي الأوسط.

التكيّف مع البيئة هو مهارة أساسية لبقاء أي نوع. سوف تساعدنا هذه الاكتشافات الجديدة على فهم أفضل الطرق للتكيف والبقاء في المستقبل.