هل تعلم أن تلوث الهواء يمكن أن يؤثر على دماغك؟ يُعدّ تلوث الهواء مصدر قلق بيئيّ حادّ، ويُؤثّر سلبًا على صحتنا، خاصة الجهازين التنفسي والقلبى الوعائى. ولكن، هل فكرت يوماً في تأثيراته المحتملة على وظائف دماغك؟ 🤔

اكتشف فريق بحثي من جامعتي برمنغهام ومَانْشستر أن التعرض القصير لتلوث الهواء يمكن أن يُحدث تأثيرات مُفاجئة وطويلة الأمد على قدراتنا اليومية، مثل أداء المهام العقلية.

دراسة تأثيرات التلوث

هذا الاكتشاف المنشور في مجلة Nature Communications ركز على تلوث الهواء الجسيمي (PM). وهو عبارة عن خليط من الجسيمات الصلبة والقطرات السائلة في الهواء، مثل الغبار والدخان. 🔬

قام الباحثون بتقسيم المشاركين إلى مجموعتين، عُرضت إحداهن للهواء النقي، والأخرى لتلوث الهواء الجسيمي المُحاكى باستخدام دخان الشموع. كما أجروا التجارب باستخدام أنماط تنفس مختلفة، مثل التنفس الطبيعي، والتنفس من خلال الفم فقط أو الأنف فقط، لتحديد تأثير التلوث على وظائف الدماغ المختلفة. طريقة مُبتكرة للغاية!

تمّ اختبار قدرات المشاركين المعرفية قبل وبعد التعرض لتلوث الهواء، وقاس الباحثون القدرات المعرفية، مثل الذاكرة العاملة، والانتباه الانتقائي، وتحديد المشاعر، وسرعة الحركة النفسية، والانتباه المستمر. 📊

ما تأثير التلوث على أدمغتنا؟

أظهرت النتائج أن التعرض القصير لانبعاثات الجسيمات الدقيقة يضر بشكل كبير بقدرات أداء المهام اليومية وفهم المشاعر. 🗣️

قال الدكتور توماس فاهرتي، أحد مؤلفي الدراسة، في بيان صحفي ، أن “الدراسة تقدم دليلاً قاطعاً على أن التعرض القصير للجسيمات الدقيقة يمكن أن يكون له آثار سلبية فورية على وظائف الدماغ الأساسية للأنشطة اليومية”.

من بين جميع الوظائف المعرفية، برزت وظيفتا الانتباه الانتقائي والتعرف على المشاعر. لاحظ الباحثون انخفاضاً ملحوظاً في أداء هاتين الوظيفتين، بغض النظر عن طريقة التنفس المُستخدمة خلال التعرض للتلوث. 🤔

يلعب الانتباه الانتقائي دوراً حيوياً في صنع القرار، بينما يساعدنا التعرف على المشاعر على السلوك الاجتماعي و فهم مشاعر أنفسنا والآخرين. 🤝

تُوضّح الدراسة، باستخدام مهمة تسوقٍ مُبسطة، كيف يمكن لتلوث الهواء أن يؤثر سلبًا على حياتنا اليومية، مثل تحديد الأولويات أو اتخاذ القرارات، مما يُعرضنا للاندفاع. 🛒

إنّ انخفاض القدرة المعرفية قد يُؤثّر على حياتنا اليومية، من تنقّلنا للعمل وحتى نزهة قصيرة في وقت الغداء. 🚶‍♀️🚶‍♂️

على الرغم من التأثيرات السلبية، فقد أظهرت بعض الوظائف المعرفية، مثل الذاكرة العاملة، عدم وجود انخفاض بعد التعرض للتلوث الجوي. 🧠 هذا يُشير إلى أنّ بعض الوظائف المعرفية تتمتع بمقاومة عالية.

تنظيمات وبحوث ضرورية

تُشير هذه الدراسة إلى الحاجة الملحة لمزيدٍ من البحث حول العلاقة بين تلوث الهواء الجسيمي والوظائف المعرفية. لابدّ من فرض لوائح صارمة لجودة الهواء، وتنفيذ التدابير الصحية العامة، حفاظاً على صحتنا ونمونا الاقتصادي. 🌍

المصدر: https://www.discovermagazine.com/health/air-pollution-is-damaging-your-brain-faster-than-you-think