بوصلة في الفضاء: رحلة عبر الكواكب

لقد اعتمد البشر على البوصلة لقرونٍ طويلة للتنقل على الأرض، مستخدمين المجال المغناطيسي للأرض كدليل. ولكن ماذا يحدث عندما نُحاول استخدامها في الفضاء؟ هل ستعمل بشكلٍ مشابه؟
بوصلة في مدار الأرض
يمتد الغلاف المغناطيسي للأرض آلاف الكيلومترات في الفضاء. في المدار المنخفض للأرض، حيث تدور محطة الفضاء الدولية، لا يزال مجال الأرض المغناطيسي قوياً. يعني هذا أن البوصلة ستعمل بشكلٍ جيد، وتُشير إلى القطب الشمالي المغناطيسي للأرض، بشرط عدم وجود مغناطيسات قوية أخرى قريبة! ولكن، يمكن للعواصف الشمسية أن تُزعج الغلاف المغناطيسي للأرض، ما يؤثر على إشارة البوصلة. وهذا يعني أن البوصلة في المدار ستشير تقريباً للشُمال لكنها لن تكون موثوقة بدرجة كافية للملاحة الدقيقة.
هل تعمل البوصلة على القمر؟
لأنّ القمر ليس لديه مجال مغناطيسي عالمي، فإنّ البوصلة التقليدية لن تعمل عليه. ولكن، تم العثور على بعض الصخور القمرية تحتوي على مغناطيسية متبقية، مما يدل على وجود مجال مغناطيسي قوي في الماضي البعيد. هذا يعني أنّ البوصلة لن تكون مفيدة على القمر.
بوصلة على كواكب مختلفة
تختلف المجالات المغناطيسية بشكلٍ كبير من كوكبٍ إلى آخر في النظام الشمسي. هذا يعني أن سلوك البوصلة سيختلف باختلاف الكوكب. إليك بعض الأمثلة:
- عطارد: يمتلك مجالاً مغناطيسياً ضعيفاً، قد يتوافق معه سلوك البوصلة.
- الزهرة: لا يملك مجالاً مغناطيسياً عالمياً. 🪐
- المريخ: كان يمتلك في الماضي مجالاً مغناطيسياً عالمياً قوياً، إلا أنّه اختفى. قد يتفاعل سلوك البوصلة مع بعض البقايا.
- المشتري وزحل وأورانوس ونبتون: هذه الكواكب الغازية والجليدية تمتلك حقولاً مغناطيسية قوية، ربما تؤثر بشكل كبير على سلوك البوصلة.
بوصلة خارج المجموعة الشمسية
بمجرد مغادرتنا للمجموعة الشمسية، سيُصبح المجال المغناطيسي للنجوم الأخرى هو العامل المُهم. تُعدّ هذه المجالات ضعيفة بشكلٍ كبير، وبالتالي، ستصبح البوصلة التقليدية غير مفيدة في هذه المسافات الشاسعة.
استكشاف الكون
تم تطوير تقنيات ملاحة متطورة، مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، لتُحل محل البوصلة التقليدية في استكشاف الفضاء.
مُصدر المقال: Discovermagazine.com