كيف يمكن لبكتيريا الأمعاء إطلاق أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة؟

صورة توضيحية لبكتيريا الأمعاء

يمكنك مشاركة هذا المقال بموجب ترخيص المشاع الإبداعي 4.0 عالمي.

هل تعلم أن بكتيريا الأمعاء يمكن أن تلعب دورًا هامًا في إطلاق أمراض المناعة الذاتية؟ تُظهر دراسة جديدة كيف يمكن لبكتيريا *Enterococcus gallinarum* السفر خارج الجهاز الهضمي والتحفيز على استجابة مناعية ذاتية.

رُبطت بكتيريا الأمعاء سابقًا بالأمراض المناعية الذاتية مثل الذئبة، ولكن كيف تحدث هذه العملية؟ يبحث الباحثون الآن في هذه العلاقة الغامضة.

تشير النتائج الجديدة إلى إمكانية تحديد طرق جديدة لتشخيص وعلاج الأمراض المناعية الذاتية. هل هذه هي مفتاح الحل؟ دعونا نكتشف معًا!

تم نشر الدراسة في مجلة العلوم الطبية المُترجمة.

يضمّ جسم الإنسان أنواعًا مختلفة من البكتيريا، تُعرف مجتمعة بـ مجهرية الجسم. تلعب هذه البكتيريا دورًا رئيسيًا في صحتنا، ولكن بعضها يمكن أن يُصبح ضارًا في ظروف معينة. نُسمي هذه البكتيريا الضارة بالبكتيريا المُمرضة.

تُعَدّ E. gallinarum بكتيريا مُمرضة موجودة في مجهرية الجسم، وقد أُثبت أنها تُحفز الذئبة في نماذج الفئران، وقد وُجدت في أنسجة خارج الأمعاء لدى مرضى مصابين بالمرض. هذا يُشير إلى دور محتمل لهذه البكتيريا في إطلاق المرض.

قام الباحثان نوح بالم ومارتن كريغل، من كلية الطب بجامعة ييل، بتحديد كيفية تأثير E. gallinarum على جهاز المناعة، باستخدام نهجين: خلايا بشرية ونموذج فأري.

لاحظ الباحثون أن E. gallinarum، بعد مغادرتها الأمعاء، تنتقل إلى العقد اللمفاوية، والكبد، ثم الطحال. هذه الأعضاء هي جزء من جهاز المناعة وتساعد في إطلاق الاستجابات المناعية.

يُعتقد أن البكتيريا تحفز آثارها التلقائية الواسعة في هذه الأعضاء. 🤔

تتحول الخلايا التائية، من خلايا الدم البيضاء، إلى خلايا مساعدة تائية 17 (Th17) مُسببةً الالتهاب. اكتشف الباحثون أن E. gallinarum تحفز تحول الخلايا Th17 في الطحال والدم، مما يُدفع الخلايا المناعية الأخرى إلى النضج، مُنتجة أجسامًا مضادةً ذاتيةً تُهاجم الجسم بدلاً من الممرضات.

يقول كريغل: «مشكلةٌ من مشاكل الأمراض المناعية الذاتية هي أننا لا نعرف حقًا كيف تبدأ.» «لكن هذه النتائج تساعدنا في تجميع هذه الألغاز معًا، ونحن نبدأ في فهم ما قد تكون مُحفِّزات الأمراض ودوافعها.»

تشير هذه النتائج إلى احتمال كون البكتيريا المُمرضة، مثل *E. gallinarum*، علامات حيوية لخطر الإصابة بالأمراض المناعية الذاتية. كما أنها قد تكون أهدافًا محتملة لعلاج هذه الأمراض.

يضيف كريغل: «ربما في المستقبل لن نُوجّه هجومنا فقط على جهاز المناعة عند علاج الأمراض المناعية الذاتية، بل ربما نتمكن أيضًا من استهداف البكتيريا المُحفزة.»

المصدر: مالوري لوكليير لـ ييل