كان البيسون الأمريكي منتشرًا بكثرة عبر سهول أمريكا الشمالية. من جبال روكي غربًا إلى نهر المسيسيبي شرقًا، امتد موطنه عبر كندا والولايات المتحدة الأمريكية، وحتى أجزاء من المكسيك. شكّل قطعانًا ضخمة، كانت من أهم الحيوانات في النظام البيئي للسهول، لكنّ أعدادهم انخفضت بشكل كبير. اليوم، تقتصر وجودهم بشكل رئيسي على المزارع والمحميات الطبيعية. 🐄

تُوجد اليوم أعداد من البيسون الأمريكي في مزارع ومحميات القارة، مثل حديقة جزيرة الإلك الوطنية، وحديقة يلوستون الوطنية، وعدد قليل في محميات أخرى. يُقدر عدد البيسون الأمريكي في المحميات والمزارع بأكثر من 140,000 رأس. تُفضّل هذه الحيوانات السهول والمراعي و أودية الأنهار. 🏞️

يُعدّ البيسون الأمريكيّ أكبر حيوان ثديٍّ أرضيٍّ في أمريكا الشمالية. 🦬 يُمكن أن يصل وزنه إلى 1400 كيلوغرام، مع متوسط يتراوح بين 700 و900 كيلوغرام. يصل ارتفاعه إلى مترين تقريبًا، و طول رأسه من طرفي قرونه قد يصل إلى 90 سم. أما الذكور البالغة فتتراوح أطوالها من 3 إلى 3.8 أمتار.

تمتاز ثيران البيسون بقرونها المُنحنية السوداء، وظهرها المرتفع الذي يشبه السنام، وشعرها البنيّ المُشعث حول الرأس والرقبة. يُغطي فراء سميكًا أرجلهم الأمامية، بينما يكون الفراء أقصر على الظهر والمؤخرة. تتميز أيضاً بلحية طويلة سميكة.

تكيّفت ثيران البيسون مع بيئتها عبر تطوير سلوكيات مُساعدة على البقاء. فمثلاً، تُحكّ قرونها بالصخور والأشجار للحفاظ على صحتها. لدى البيسون حاسة شم وسمع ممتازة، لكنّ بصرها ضعيف. يُغطيها فراء مزدوج: طبقة قريبة من الجسم لحبس الهواء، وطبقة خارجية سميكة تمنع الماء والبرد.

يُظهِر البيسون الأمريكيّ والبيسون الأوروبيّ تشابهاً في الشكل، إلّا أن هناك فروقات جسدية وسلوكية. البيسون الأمريكيّ لديه 15 زوجاً من الأضلاع و4 فقرات قطنية، بينما الأوروبيّ لديه 14 زوجاً من الأضلاع و 5 فقرات قطنية. جسد البيسون الأمريكي أكثر اشعراراً من الأوروبي، و قرون النوع الأوروبي موجهة للأعلى، بينما يفضل البيسون الأمريكي التقاتل بنطح الرؤوس. يُفضّل البيسون الأوروبيّ تناول أوراق الأشجار، بينما الأمريكيّ يُفضّل رعي الأعشاب.

تعيش ثيران البيسون في قطعان متنوعة تتضمن الإناث والعجول والحيوانات شبه البالغة وعدد قليل من الذكور البالغة. تقضي حياتها ضمن مجموعات تتكون من 20 حيوان أو أكثر، وتقودها ثور أقوى. تُشكل مجموعات البيسون قطعاناً ضخمة عند الهجرة.

تستخدم ثيران البيسون حوافرها وقرونها للدفاع عن نفسها، كما تُشكل حلقة دفاعية. تقضي معظم ساعات النهار في الراحة ومضغ الطعام، أو التمرّغ في الوحل للتخلص من الحشرات.

يُعدّ فصل الربيع مُهدّدًا للبيسون، حيث يبدأ الجليد بالذوبان، وقد أدّى ذلك إلى غرق أعداد كبيرة من البيسون. يُلقى البيسون كساءه الشتوي في الربيع، ويُغطيه كساء جديد خلال الصيف. يُعدّ الخريف أفضل فصل للبيسون، حيث يُعِدّ نفسه لفصل الشتاء.

يُعَدّ شهري تموز وآب (يوليو وأغسطس) موسم التزاوج عند البيسون، ويستمر حتى أيلول (سبتمبر). يُراقب الثور بقرته لحماية من غيره. تضع الأبقار عجلًا واحدًا بعد فترة حمل تقارب 9 أشهر ونصف. يُمكن للعجل الرضاعة والمشي بعد وقت قصير من ولادته. تبقى العجول مع أمهاتها لفترات طويلة. تُصبح الأبقار قادرة على التزاوج عندما تبلغ عمراً يتراوح بين عامين وثلاثة أعوام، بينما تحتاج الثيران إلى حوالي ست سنوات. تُعيش ثيران البيسون في البرية لعمر يتراوح بين 20 و30 سنة.

تُهاجر ثيران البيسون في الشتاء إلى المناطق المشجرة بحثًا عن مأوى من العواصف الثلجية. كانت هجرات البيسون الضخمة من أكثر الظواهر الطبيعية إثارة قبل انقراضها.

كانت آثار أقدام البيسون تُشكّل دروبًا هامّة في أمريكا الشمالية. استخدم الأمريكيون الأصليون هذه الدروب في صيد البيسون، كما استفاد منها المستوطنون والمستكشفون.

يُساعد التمرّغ بالوحل ثيران البيسون على التخلص من الحشرات، خصوصًا خلال فصل الصيف.

يُعدّ العشب والبردي والحشائش أساس غذاء البيسون. يُمكن أن تأكل أيضًا غصينات وشجيرات وثمار التوت.