يُعَدّ قياس الفساد على مستوى البلدان مؤشراً KPI يصعب تحديده كمياً. فكيف إذن تقوم منظمات مثل منظمة الشفافية الدولية والبنك الدولي بذلك؟ ليس بمقارنة البيانات المالية والاقتصادية لكل بلد – لأن ذلك سيؤدي فقط إلى مقارنة تفاحات (فاسدة) ببرتقالات (فاسدة).
بدلاً من ذلك، وصولاً إلى مؤشر مدركات الفساد ومؤشر مكافحة الفساد (على التوالي)، فإنها تجمع آراء خبراء في الحوكمة والفساد.
في عام 2020، اقترح بافلو ر. بلافاتسكي، أستاذ الاقتصاد في كلية مونبلييه للأعمال في فرنسا، مقياسًا لقياس الفساد على مستوى الدولة، ربما يكون أكثر وضوحًا، ولكنه بالتأكيد أكثر غرابة ومتعة: مؤشر كتلة الجسم (BMI) المتوسط لوزراء حكومة الدولة.
افترض بلافاتسكي وجود علاقة طردية بين مؤشر كتلة الجسم المتوسط ومستوى فساد الحكومة في الدولة. وبعبارة بسيطة: إذا كان كبار المسؤولين في دولتك يميلون إلى السمنة، فإن دولتك أكثر فسادًا، والعكس صحيح.
ويستند هذا الأسلوب المبتكر إلى ما يسميه بلافاتسكي “نظرية المتعة في الفساد”. فالمآدب الفخمة مع الكثير من الطعام والشراب الجيد هي إحدى أكثر أشكال الفساد شيوعًا، حسب هذه النظرية، لذلك يُفترض أن هذه النهمات لها تأثير تراكمي، يمكن قياسه، على وزن جسم وزراء الحكومة.
لاختبار تلك النظرية، قام فريق بلاتفسكي بجمع صور الوجوه الأمامية لوزراء الحكومات في الدول الخمس عشرة التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي سابقاً والمتواجدة في مناصبهم عام 2017، واستخدموا خوارزمية لتقدير مؤشر كتلة الجسم (BMI) لهؤلاء المسؤولين البالغ عددهم 299.
وكما يظهر في الرسم البياني، فقد ارتبط متوسط مؤشر كتلة الجسم لهؤلاء الوزراء (المحور الأفقي) ارتباطًا وثيقًا بأحد المقاييس التقليدية لمستويات الفساد الوطني المذكورة سابقًا (المحور الرأسي).
على مقياس يتراوح من 28 إلى 36، يُظهر المحور الأفقي متوسط مؤشر كتلة الجسم لكل من حكومات تلك الدول الخمس عشرة التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي سابقاً في عام 2017. تم تصنيف مؤشرات كتلة الجسم في الثلث السفلي باللون الأخضر؛ وفي الثلث الأوسط، باللون البرتقالي؛ وفي الثلث الأعلى، باللون الأحمر. وببساطة: السياسيون النحيفون إلى اليسار، والذين يعانون من زيادة الوزن إلى اليمين.