هل تعلم أن انفصالاتنا العاطفية قد تُؤثر على دماغنا؟ 🤔 يُظهر بحثٌ جديد أن الحُصين، الجزء المسؤول عن الذاكرة والعواطف، قد يكون أصغر حجمًا عند الأشخاص الذين عانوا من صدمات في طفولتهم وتعرّضوا لانفصالاتٍ عاطفيةٍ لاحقًا.
وجدت دراسةٌ نُشرت في مجلة “العلوم العصبية الأوروبية” أنَّ صدمات الطفولة، تليها انفصالات في العلاقات، قد تُؤثر على حجم الحُصين. 🧠 هل يمكنك تخيل ذلك؟
كيف تؤثر الصدمات على الدماغ؟
يُعدّ حجم الحُصين الأصغر علامةً مميزةً لكثير من الاضطرابات النفسية. مع أن سوء المعاملة في الطفولة مُعروفٌ بأنه عامل خطرٍ للمشاكل النفسية، إلّا أن الصلة بينه وبين حجم الحُصين لم تُثبت بشكلٍ قاطع.
قام الباحثون بدراسةٍ معمقةٍ لـ 196 شابًا بالغًا، وطلبوا منهم ملء استبياناتٍ حول صدمات الطفولة والعلاقات العاطفية الصعبة، مثل الانفصالات. بعد ذلك، أجروا تصويرًا بالرنين المغناطيسي (MRI) لتحديد حجم الحُصين لديهم. 🔬
لاحظ الباحثون أنَّ الأشخاص الذين عانوا من صدماتٍ في طفولتهم وتعرّضوا لانفصالاتٍ مؤلمةٍ في مرحلةٍ لاحقةٍ لديهم حصين أصغر حجمًا. بدا أنَّ الصدمة في مرحلة الطفولة وحدها لم تُحدث تأثيرًا ملحوظًا على حجم الحُصين عند البالغين. وتشير دراسات أخرى إلى ربط الصدمة في مرحلة البلوغ بحجمٍ أصغر للحُصين أيضًا.
مزيد من العوامل المُسببة للتوتر، مزيد من المشاكل
أُجريت هذه الدراسة بدقةٍ بواسطة هنرييتا أكوستا من جامعة فيليبس في ماربورغ وجامعة توركو. 🧑🔬 لاحظت الدراسة أنّ الأطفال الذين يُساء معاملتهم غالبًا ما يتبنون استراتيجياتٍ للتكيّف، لكن أكوستا أرادت معرفة ما إذا كانت هذه الاستراتيجيات تستمرّ حتى مرحلة البلوغ.
لم تُظهر صور الرنين المغناطيسي فقط علاقةً بين الصدمة في الطفولة، والانفصال في البلوغ، وحجم الحُصين، بل كشفت أيضًا عن “تأثير الجرعة والاستجابة”. بمعنىً آخر، كان حجم الحُصين أصغر لدى المشاركين الذين عانوا من مستوىٍ أعلى من الصدمة في الطفولة وانفصالٍ لاحق. أظهر المشاركون الذين أبلغوا عن صدماتٍ في طفولتهم ولكنهم لم يمرّوا بانهيار علاقاتٍ علاقةً ضئيلةً أو معدومةً مع حجم الحُصين. هذا قد يكون مؤشرًا على قدرةِ بعض الأفراد على الصمود.
مصادر المقال
كتبت هذه المقالة في Discovermagazine.com، حيث نستخدم دراسات مُراجَعة من قبل النظراء وموارد عالية الجودة. يُراجع محرّروننا الدقة العلمية والمعايير التحريرية باستمرار.
شارك في كتابة المقال بول سمغليك، وهو صحفي علمي ذو خبرةٍ طويلة في سياسات العلوم الحيوية وقضايا المسار الوظيفي العلمي. تضمنت أعماله منشوراتٍ في مجلاتٍ علميةٍ مرموقةٍ مثل Science News، وScience، وNature، وScientific American.
المصدر: المصدر الأصلي