عاصفة إشعاع شمسي “شديدة” قد تضرب الأرض، حسب دراسة تحذيرية

عاصفة إشعاع شمسي

في بعض الأحيان، الشمس تُطلق نوبات غضب شديدة للغاية، حيث تقذف ذرات مشعة ضارة للغاية باتجاه الأرض. تُطلق هذه الانفجارات الشمسية الهائلة، والتي تُعرف باسم “الانفجارات الفائقة”، أكثر من أوكتليون (1,000,000,000,000,000,000,000,000,000) جول من الطاقة دفعة واحدة – وهذا ما يعادل انفجار 16 تريليون تريليون قنبلة ذرية في وقت واحد.

تشير أبحاث جديدة إلى أن نوبات غضب الشمس تحدث بمعدل أكبر بكثير مما كنا نعتقد، وليس هناك ما يدل على موعد حدوث نوبة أخرى.

كشفت الدراسة، التي نُشرت في مجلة *Science*، أن الشمس كانت في أشد فترات عنفها في عام 775 ميلادي، مع حدوث ما يصل إلى ثمانية أحداث أخرى لجزيئات شمسية متطرفة خلال السنوات الـ 12000 الماضية.

لكن تشير الدراسة أيضًا إلى أننا قد نُقلل من شأن وتيرة هذه الظواهر وعنفها، بناءً على دراسة نجوم أخرى في الكون. فقدّرت الأبحاث السابقة حدوث العواصف الشمسية الفائقة كل ألف إلى عشرة آلاف عام – لكن هذه البيانات الجديدة ترفع هذا التقدير بشكل كبير. في الواقع، يعتقد الباحثون الآن أن نجمًا شبيهًا بالشمس ينتج عاصفة شمسية فائقة مرة واحدة تقريبًا في كل قرن.

وعلى الرغم من أن المجال المغناطيسي [[LINK2]]يحمينا من الإشعاع الشديد، إلا أن مؤلفي الدراسة يحذرون من أن نوبة شمسية أخرى قد يكون لها آثار وخيمة على الحياة على الأرض.

وقالت الدكتورة ناتالي كريفوفا [[LINK3]]من معهد ماكس بلانك لأبحاث النظام الشمسي في ألمانيا، وهي إحدى مؤلفي الدراسة: “البيانات الجديدة تذكير صارخ بأن حتى أكثر الأحداث الشمسية تطرفًا هي جزء من السجل الطبيعي للشمس”.

جمع العلماء الأدلة الموجودة على التوهجات الشمسية الفائقة من جذوع الأشجار القديمة والثلج الجليدي من آلاف السنين، بالإضافة إلى تحليل مستويات الذرات المشعة. ولكن عندما يتعلق الأمر بالبيانات المباشرة، فإن ما هو متوفر لا يتجاوز بداية العصر الفضائي.

لذلك، لفهم أفضل للتردد على المدى الطويل، درست مجموعة دولية من الباحثين آلاف النجوم الشبيهة بالشمس (من حيث درجة الحرارة والسطوع) وسجلت تقلبات سطوعها بين عامي 2009 و 2013 باستخدام بيانات من تلسكوب كبلر الفضائي التابع لناسا.

أظهرت الدراسة الأكثر دقة حتى الآن، والتي شملت ملاحظات 56,450 نجمًا شبيهًا بالشمس، ما مجموعه 220,000 سنة من الأدلة – أدلة تكشف أن 2,527 من هذه النجوم أنتجت ما مجموعه 2,889 توهجًا فائقًا خلال تلك الفترة.

قال المؤلف الأول [[LINK4]] الدكتور فاليري فاسيلييف [[LINK4]]: “لقد فوجئنا جدًا بأن النجوم الشبيهة بالشمس عرضة لتلك التوهجات الفائقة المتكررة”.

في عام 1859، خلال إحدى أقوى العواصف الشمسية التي ضربت الأرض على مدار القرنين الماضيين، انهارت شبكة التلغراف عبر أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. لم تكن تلك العاصفة الشمسية إلا جزءًا من مئة من الطاقة المنبعثة خلال ومضة شمسية عملاقة.

يحذر الباحثون من أن البنية التحتية لدينا على الأرض، بالإضافة إلى الأقمار الصناعية، قد تكون معرضة للخطر. ومع ذلك، يمكن أن تساعد البعثات المستقبلية مثل مسبار فيجيل التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، المقرر إطلاقه في عام 2031، في توفير نظام إنذار مبكر كهذا.

اقرأ المزيد: