![التكيف البشري في هضبة التبت](/wp-content/uploads/2025/02/image_1738941409_fe360dd1.jpg)
كيف تتكيف البشرية مع ارتفاعات هضبة التبت؟
هل تعلم أن البشرية لا تزال تتطور؟ تُسجل أجسامنا قصص التكيف مع البيئة المحيطة بنا. على هضبة التبت، حيث يقلّ الأكسجين بشكلٍ ملحوظ، تتجلى هذه القصة بشكلٍ رائع.
يُصيب مرض ارتفاعات المتسلقين الجبليين، وهو رد فعلٍ طبيعيّ للجسم على انخفاض ضغط الجو. ولكن، كيف تنجو مجتمعات التبت من هذا التحدي البيئي؟
خلال آلاف السنين من الاستيطان، تطورت أجسام سكان التبت بطرقٍ مُذهلة تسمح لهم بالاستفادة القصوى من هواءٍ يُعدّ ناقص الأكسجين بالنسبة لمعظم البشر. هذا التكيف هو مثالٌ حيّ على قدرتنا على التكيّف البيولوجي.
دَرَست عالمة الأنثروبولوجيا سينثيا بيال استجابة البشر لنقص الأكسجين لسنواتٍ عديدة. 🔬 في دراسةٍ حديثةٍ، كشفت مع فريقها عن تكيفاتٍ مُحدّدةٍ في مجتمعات التبت، وركزوا على صفاتٍ تُعزّز من قدرة الدم على توصيل الأكسجين.
وُجد أنّ النساء اللائي يُنجبن أطفالًا أحياءً هنّ اللواتي ينقلن صفات البقاء إلى جيلٍ جديد. 👶 وهذا يعني أنّ الصفات المُتَحَكَّم بها وراثيًا والتي تُزيد من نجاح الفرد في البيئة، تُصبح أكثر انتشارًا في الجينات الموروثة.
أجرى الباحثون دراسةً شاملةً لـ 417 سيدة من نيبال، فوق ارتفاعاتٍ تقارب 3500 متر. 📊 وُجد أنّ مستويات الهيموجلوبين، المسؤول عن نقل الأكسجين، كانت مُتوسطةً، لكنّ تشبع الهيموجلوبين بالأكسجين كان مرتفعًا، وهو ما يُعزّز من كفاءة نقل الأكسجين إلى الأنسجة بدون زيادة سمك الدم.
كان اكتشاف أنّه يمكن للنساء أن يُنجبن عدداً كبيراً من الأطفال بسماتٍ متوسطة لنقل الأكسجين، مُثيرًا للإعجاب. حتى أنّ حجم حجرات البطين الأيسر في قلوبهن كان أكبر من المتوسط، ما يُشير إلى أنّ زيادة تدفق الدم إلى الرئتين كانت عاملاً آخر في نجاح الإنجاب.
بالإضافة إلى السمات الفيزيائية، قد يكون للعوامل الثقافية دورٌ مُهمّ في نجاح التكيف. 🧬 و يبدو أنّ النساء اللائي بدأن التكاثر في سن مبكرة، وحظين بزواجٍ طويل، حقّقن معدلًا أعلى من المواليد الأحياء. وهذا يُوضّح كيف يتداخل التطور البيولوجي مع الثقافة.
تُشير هذه الدراسة إلى أن البشر ما زالوا يتكيّفون ويتطورون أمام أعيننا. 🧐 فهم كيفية تكيف سكان التبت مع البيئة يعطينا نظرةً ثاقبةً على عمليات التطور البشري، ويسلّط الضوء على القدرة المُذهلة على التكيّف التي تتمتع بها البشرية.
المصدر: sciencealert.com